رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

لبلدنا .. ولأجدادنا .. ولكل عاشق لترابها

قسم : مقالات
الإثنين, 19 يونيو 2023 21:41

مؤشرات مبشرة للعودة إلى سلامة وترتيب الأولويات والاستجابة لدعوات تعظيم استثمار ثرواتنا التى حبانا الله بها، والتى أكدت البحوث والدراسات أنه اذا أحسن تنميتها وإدارتها كانت تغنينا عن صناديق الهم وويلات وأعباء الديون، والأمثلة تزيد وتفيض عن هذه الكنوز الطبيعية ما بين رمال بيضاء وسوداء ومحاجر ومناجم رخام وذهب وفوسفات ومنجنيز وإحياء لقلاعنا الصناعية خاصة مصانع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى (المفروشات القطنية للقصور الملكية البريطانية كانت من هذه المصانع) والاتساع الأفقى والرأسى فى الزراعة واستصلاح صحارينا الخصبة والتى تبلغ 2 ونصف مليون فدان فى نهاية العام المقبل. ملاحظه مهمة أثبتتها دراسات صحارينا أنها صحارى صديقة وليست صحارى حجرية وعرة بما ينام تحت رمالها الصفراء من غرين النيل طوال آلاف السنين انه ليس أوان الحساب على أخطاء ارتكبت وأولويات أهدرت فى السابق ولكنه أوان أن نتقدم لمساندة بلادنا وتعظيم إمكانات عبورها لأزماتها سواء ما يعود لأسباب عالمية أو داخلية، خاصة من يملكون ما يقدمونه، وخاصة من أعطتهم وأثرتهم من خيراتها وعزها وكنوزها فكما كتبت كثيرا من قبل أننا وطن ادعى عليه بالفقر رغم عظيم ما يملك من مصادر للدخل والاستغناء والاعتماد على الذات وكل ما يدعونى لتوجيه دعوه لأبنائها التى ملأت ثرواتها خزائنهم أن يشاركوا بقدر ما يستطيعون وينتمون لبلدهم بأشكال ووسائل للتخفيف. وأضرب مثالا باستكمالهم سداد أسعار ما تحتاجه من محاصيل استراتيجية ولو لموسم واحد حتى يتضاعف إنتاجها من هذه المحاصيل، هذه المشاركات التى ستخصم من أوعيتهم الضريبية.. لست خبيرة اقتصادية ولكن من المؤكد أن الاستثمار فى مشروعات تعظم قدرة بلادهم على مواجهة أزماتها يسبق الاستثمار بعيدا عنها وعما يحفظ كرامتها ويخفف عن ناسها الأكثر ألما واحتياجا .

 

 

ولا تنتهى شهادات ثراء وعظمة وغنى هذا الوطن وتنضم شهادة وحدث مهم تشهده العاصمة الفرنسية والتى سافر اليها النائب العام المستشار حمادة الصاوى بدعوة من السفير المصرى علاء يوسف للمشاركة فى تحقيقات دولية حول اكتشاف آثار مسروقة من مصر كجزء من جرائم منظمات دولية متعددة الجنسيات، تدير مخططا كبيرا لنهب وتهريب الآثار وتزوير مستندات ملكيتها وتسعى تحقيقات النائب العام لاستصدار قوانين دولية تحرم وتجرم وتوقع عقوبات على هذه العصابات التى كانت تمارس أنشطتها الاجرامية دون أن يجد أجدادنا القدماء والعظماء من يحمى تراثهم وما خلفوه من كنوز، وبحضور كبار الممثلين القانونيين والأمنيين الدوليين لحماية التراث والحضارة والثقافة العالمية وصلتنى أصداء كلمة النائب العام هناك والتى نسجها من أعلى مستويات الخبرة القانونية ودفء ومصداقية مشاعر العشق لتراث وتاريخ وحضارة أجداده وجعل الحفاظ عليها جزءا من فطرة الشعب المصري، وكان الأثر المسترد هذا العام جداريتان من مقبرة الكاهن «هاو نفر» وسبقتها رحلة استرداد لآثار لا تقل أهمية العام الماضى ومازال الكثير مما نهب محل تحقيقات، وفى إطار صدور القوانين والعقوبات التى تصنع تاريخا جديدا وحاميا لتراثنا الحضارى الذى يملأ المنهوب من أعظمه أهم أقسام أكبر متاحف الدنيا وتزين ما أهدى أو نهب من مسلاتنا ميادين أشهر العواصم . أثق بأننا جميعا من عشاق تراثنا الحضارى وكنوز أجدادنا وكان يدمى قلوبنا ما تتعرض له من نهب وسرقات من عصابات منظمة ولصوص من أنحاء الدنيا ومحاولات منع صدور القوانين التى تنهى تاريخ النهب الذى كاد يتحول الى حقوق ملكية تجعل آثارنا ملكا لمن سرقوها ونهبوها الى أن هيأ الله لتراثنا وأجدادنا حفيدا يدرك أن العشق وحده لا يكفى ولابد من تجليات القانون التى تصلح ما يمكن إصلاحه من جرائم الماضى ويضع نهاية قاطعة تجعل من المستحيلات إعادة التطاول على هذه الكنوز والتى تجعلنى كعاشقة لتراث وكنوز أجدادى أتوجه بعظيم التقدير لهذه الجهود وأضيف إلى هذا الجهد المشكور لحفظ وحماية هذا التراث العظيم بوعى أولادنا وأجيالنا الصغيرة به بتنفيذ جاد لما أعلنته وزارة التربية والتعليم من برامج لطلبة وطالبات المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية لزيارة متاحف بلدهم وأقترح تحويل ما يشاهدونه ويتعرفون إليه من كنوز أجدادهم مادة للتسابق الحر بجميع الأشكال المتاحة للتعبير على أن يهدى الفوز فى المسابقة نسبا تضاف لمجموع دخول الجامعة .. وهى التجربة التى خضتها بنفسى منذ ما يتجاوز نصف قرن وأنا طالبة بمدرسة مصر الجديدة الثانوية للبنات عندما استضافت المدرسة السيدة هيلين كيلر وفاز الموضوع الذى كتبته عن إعجاز استخدامها لحواسها للتواصل مع العالم الذى ولدت فاقدة لجميع وسائل الاتصال به من خلال زيارات ميدانية وشروح تقرب عظمة وإعجاز تراث أجدادنا القدماء اجعلوهم جزءا من حياة أحفادهم واجعلوا أحفادهم يباهون بأنهم ينتمون لهؤلاء الأجداد العظام .

- يسبقنا ويسرقنا التقدم فى العمر وتبعاته الصحية والنفسية من ان نقوم بواجب السؤال عن أصدقاء وصديقات وأحباب ورموز وقامات وطنية وإبداعية وإنسانية تواصلت معهم فى سنوات عملى وقصرت فى متابعة التواصل، وينتهى الأمر دائما بخبر حزين عن رحيلهم وكلنا هذا الإنسان الذى ينتهى فى سطور خبر يطول أو يقصر عن رحيله وإن ظلت سيرته ومسيرته التى أعطاها بحب وإخلاص يمتد فيها عمره ومنهم الوطنى الكبير وابن بورسعيد جورج إسحاق والإعلاميتان العزيزتان والكبيرتان صديقة حياتى وفايزة واصف، والفراشة التى شاهدتها تحلق على مسرح الأوبرا الفنانة الدكتورة ماجدة صالح الرحيل المكتوب علينا جميعا يذكرنى بدعوة لجميع وسائل إعلامنا أعطوا مساحة اكبر وأعمق لتجارب ورؤى وحصاد أعمار الكبار قبل أن يتحولوا الى سطور فى خبر رحيل حزين.

Rochen Web Hosting