رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

شخصيتى.. وكيف تكون متكاملة؟.. الشباب والاتجاهات

قسم : مقالات
الأربعاء, 05 يوليو 2023 19:50

ما هى الاتجاهات (Attitudes)؟

المقصود بالاتجاهات.. الخطوط الرئيسية للحياة، والتى يرتكز عليها اهتمام الإنسان فكريًّا ووجدانيًّا وسلوكيًّا. بمعنى أن الاتجاه هو خط أساسى فى حياة إنسان ما، يهتم بأن يسير فيه، ويحقق هدفه المقصود، الذى يتفق مع تفكيره، وينال حماسه ومشاعره، ويتضح فى سلوكه اليومى بصورة ثابتة، وقد ينشأ عن هذا اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ سلوك تجاه أشخاص أو أشياء، أو موضوع ما، سواء كان توجهًا إيجابيًّا أو سلبيًّا!.

1- مثال للتوجه الإيجابى:

الاتجاه نحو الله: أى أن تكون بوصلة الحياة متجهة نحو الله، الذى أحبنا، «ومنحنا كل شىء بغنى للتمتع» (1تيموثاوس 17:6)، وخلّصنا..، وسكن فينا بروحه القدوس، ويعمل فينا كل يوم من خلال «نعمة الله المخلصة لجميع الناس» (تيموثاوس 11:2).

الإنسان المؤمن يتجه قلبه لله، بحب أكيد، وذلك بعد أن يقتنع فكره بأن الله هو مصدر وجوده، وسر خلاصه، وينبوع بركاته، وأساس خلوده وأبديته السعيدة، فمثل هذا الإنسان يكون الله متملكًا على فكره، وسوف يكون قلبه كله لله «يا ابنى أعطنى قلبك» (أمثال 26:23)، وسوف يسلك بمبدأ «أحبك يا رب يا قوتى» (مزمور 1:18). وبالتالى سيظهر هذا الفكر، وذاك الحب، فى السلوك اليومى، سواء فى المجالات الإيجابية: كالصلاة، ودراسة الوصايا، والسلوك بحسبها، والشبع بوسائط النعمة المتعددة، أو فى المجالات السلبية: كالبعد عن مصادر الخطيئة، والهروب من الشر، ومقاومة الإثم، وترك أصدقاء السوء، والجهاد ضد العادات والشهوات الرديئة.. الاتجاه إذن هو فكر، يدفع إلى وجدان، يظهر فى سلوك. وهو إدراك أن الله مصدر كل خير، ووجدان أنه وحده يستحق كل حب، وسلوك أن أنفذ وصاياه بفرح، متأكدًا أنها الأصلح لحياتى الزمنية والأبدية، كما يقول الكتاب المقدس: لأنه «ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟» (متى 26:16).

لتنظر إلينا يا رب بعين الرحمة والحنان ولكل البشرية وتقودنا للرجوع إليك، لتنظر لبلادنا وتمنحنا السلام والأمان والإيمان والمحبة والرجاء فى مستقبل أفضل، لتسعى فى طلب الضالين مانحًا سلامك للعالم الذى يسير نحو الهلاك، ومن أجل الأيادى المرفوعة، والقلوب المجروحة، والنفوس الأمينة، ارجع واطلع من السماء وتعهدنا واهبًا إيانا السير فى الطريق الصحيح نحو الأبدية السعيدة.

2- مثال سلبى: محبة القنية والمال:

هى مثال سلبى على الاتجاه الذى يمكن أن يسود فى حياة إنسان ما، فيدمر روحياته، وينجرف بعيدًا عن طريق أبديته والخلاص، وحياة الملكوت.

والمشكلة ليست فى القنية أو المال، ولا فى الغنى!!، فالمال منحة من الله: الذى «يمنحنا كل شىء بغنى للتمتع» (1تيموثاوس 17:6)، والذى نناجيه قائلين: «منك الجميع، ومن يدك أعطيناك» (1أيوب 14:29).

والمال وزنة مقدسة: حينما نسخرها لخدمة الرب، وبيته وأولاده المحتاجين، إذ يوصى الكتاب المقدس الأغنياء: «أن يصنعوا صلاحًا، وأن يكونوا أغنياء فى أعمال صالحة.. أسخياء فى العطاء، كرماء فى التوزيع، مدخرين لأنفسهم أساسًا حسنًا للمستقبل لكى يمسكوا بالحياة الأبدية» (1تيموثاوس 18:6،19).

المشكلة فى المال تكمن فى:

1- أن يحب الإنسان المال: «لأن محبة المال أصل لكل الشرور، الذى إذا ابتغاه قوم، ضلوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة» (1تيموثاوس 10:6). «ولا يقدر أحد أن يخدم سيدين، إما الله أو المال.. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال» (متى 24:6).

2- أن يشتهى الإنسان الغنى: إذ يحذرنا الرسول بولس قائلًا: «أما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء، فيسقطوا فى تجربة وفخ، وشهوات كثيرة، غبية ومضرة، تغرق الناس فى العطب والهلاك» (1تيموثاوس 9:6).

3- أن يتكل أحد على المال: لأن الرب قال: «ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله» (مرقس 24:10). كما قال أيوب الصديق: «إن كنت قد جعلت الذهب عمدتى، أو قلت للإبريز أنت متكلى، أكون قد جحدت الله من فوق» (أيوب:31،27). والقاعدة الثابتة تقول: «مَن يتكل على غناه يسقط» (أمثال 28:11).

وهكذا فالإنسان المحب للمال، يتجه بكل فكره وقلبه نحو شهوة الثراء السريع أو حتى البطىء، سرعان ما قد يسقط فى سلوكيات خاطئة، ويتخلى عن مبادئ ووصايا مهمة، ويدخل فى تورطات وعلاقات وانحرافات مدمرة، الأمر الذى يوصله إلى العطب والهلاك.

الرب يحمينا من هذا كله، لمجد اسمه القدوس.

الأسقف العام للشباب

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

 

Rochen Web Hosting