رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

نصر أكتوبر.. وكسر الاحتكارات .. وتصحيح المسارات

قسم : مقالات
الجمعة, 08 سبتمبر 2023 13:58

انتبهوا ... اقتربت الذكرى الخمسين لنصرنا العظيم فى 6 أكتوبر 1973 وكالمعتاد لا يتوقف الكيان الاستعمارى الاستيطانى للعدو الصهيونى عن إطلاق أكاذيبه لادعاء أنه كان المنتصر، وأحدث الادعاءات والأكاذيب يطلقها هذه المرة حفيد جولدا مائير رئيسة وزراء الهزيمة التى اتصلت فى فجر العبور العظيم تستنجد بيكسينجر وزير الخارجية الأمريكية صارخة وتولول أن مصر حطمت خط بارليف ودمرت ما أطلقوا عليه خط المستحيل وأن إسرائيل انهارت وضاعت إن لم يدعموها بأحدث الأسلحة الأمريكية وكما فعلوا بالفعل فى محاولات فاشلة لإيقاف الانتصار المصرى العظيم ... ومع ذلك لم يترك الكيان الصهيونى المهزوم وسيلة لمحاولة إدعاء انتصار قواتهم إلا وفعلوها وأحدثها فى فيلم بعنوان «جولدا» ... أين أفلامنا ومسلسلاتنا التى تؤكد نصرنا موثقا بجميع وسائل التوثيق وحتى لا تضلل أكاذيب الصهاينة وعى الأجيال وثقتهم فى انتصار أجدادهم العظام. 

 

 

ولأن مؤامرات وألاعيب التحالفات العالمية والاستعمارية خاصة على مصر لم تتوقف وكان أشهر مثال لها منعها من الاكتفاء من محاصيلها الإستراتيجية وعلى رأسها القمح لتستطيع هذه الكيانات وعلى رأسها الإدارات الأمريكية تصريف منتجاتها الزراعية على حساب الشعوب خاصة التى تستطيع أن تنتج غذاءها دون الخضوع لهذه الاحتكارات العالمية لقد كانوا يراقبون وكما كتبت من قبل زراعتنا للقمح وعدم تجاوزنا للنسب المسموح لنا بها بالأقمار الصناعية .. بينما من خلال معايشتى لقضيتنا مع القمح وإدراك بالأدلة العلمية والتطبيقية قدرتنا عن الاكتفاء أعاود سؤال مسئولينا على الزراعة لماذا ــ وقد تحررنا بنسبة كبيرة من الاحتكارات ـــ لا نحقق الاكتفاء بما نزرعه من قمحنا؟!.

◙ كم يؤلمنى أن يعلن وزير التموين من حين لآخر عددا محدودا من الشهور نسبة المتوفر من القمح بينما أثبتت تجارب علمائنا قدرة الاكتفاء طوال العام خاصة بعد إضافة زراعة 1,5 مليون فدان وتوفير الأسمدة المدعومة واستحداث بذور تحتاج إلى نسب أقل من مياه الرى أيضا فى اطار عودة مراكز البحوث لاستعادة قدرتنا على أنتاج ما نحتاج إليه من بذور للخضراوات والفاكهة يتجاوز أسعار بعضها أسعار الذهب!!!! وما فعلوه بمصر وقمحها ومحاصيلها الإستراتيجية وكل ما يدعم قواها الذاتية بمعاونة حلفائهم بالداخل بالطبع من قادة الزراعة نموذج واحد لما فعلته قوى التآمر والتحالفات الاستعمارية العالمية وأخذت العالم إلى ما وصلت إليه ملايين من شعوب الأرض من فقر وجوع وجعلت بنك التنمية الآسيوى يعلن أن نحو 68 مليون شخص سيطر عليهم الفقر الشديد، وأن 345 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائى الحاد فى أنحاء العالم، وإن كنت أعتقد أن الرقم الحقيقى لمن عصفت بهم احتكارات ومؤامرات الدول الاستعمارية الكبرى أكثر بكثير من هذه الأرقام .

◙ وهذا ما يأخذنى اليه تجمع بريكس وقبول مصر الشهر الماضى عضوا عاملا فيه رغم تأجيل قبول مجموعة من الدول المهمة التى طلبت الانضمام الى أعضائه المؤسسين وفى رأى أن القبول الفورى لعضوية مصر رغم تأجيل قبول عضوية 17 دولة هو أن العالم لن ينسى أبدأ قيمة وتاريخ وحضارة مصر وصناعتها للتاريخ وبما يؤكد الإيمان بالمتوفر لديها من مقومات اقتصادية زراعية وصناعية وسياحية يستطيع حسن إدارتها أن يجعلها من الدول القادرة على كسر الاحتكارات الاستعمارية التآمرية التى قادت إلى التدهور الغذائى والصحى والثقافى والانسانى الذى يمر به العالم الآن، فهل يستطيع الاقتصاد العالمى فى ظل بريكس والتحرر من قبضة الاحتكار والوصول إلى عالم تتوازن فيه القوى المؤثرة وعلى رأسها مصر أن يتخلص من آثار الاحتكارات والمؤامرات الغربية وأن ينتفض ويشحن ويطلق قواه الإنتاجية وتجد حلا منصفا لمشكلة الغذاء العالمى وبالتحديد الحبوب والزيوت خاصة تحول مصر إلى مركز إقليمى ودولى لتبادل الحبوب.

يدعم ويؤكد هذه التوجهات والتحولات المصيرية فى الإنتاج ما نشره الأهرام على صفحته الأولى 28 أغسطس الماضى عن إعلان الرئيس السيسى زراعة 4 ملايين فدان خلال عام، وأن الأولوية للقمح والذرة استعدادا لموسم القمح فى أكتوبر ونوفمبر وأن الفجوة الكبيرة فى القمح تغطيتها يجب أن تسبق أى منتجات أخرى مثل الفاكهة والخضراوات وأن الأراضى المستصلحة الجديدة يجب أن تكون لصالح إنتاج المحاصيل الأساسية التى تغنينا عن الاستيراد والاحتياج للآخرين وإضافة إلى هذا التصريح الرئاسى بالغ الأهمية يجب أن يعلن عن العلماء والخبراء القائمين على تنفيذ هذا المشروع القومى الكبير حماية له من أى عثرات تعرقل نجاحه كما حدث فى مشروعات سابقة كلفتنا الكثير رغم ما لدينا من علماء وخبراء ومراكز أبحاث تستطيع أن توفر ضمانات النجاح لمثل هذه المشروعات القومية ليس فى الزراعة وحدها بل فى الصناعة أيضا، فقد تصدر نفس العدد من الأهرام دعوة الرئيس إلى تكثيف الاهتمام بالمشروعات الصناعية، إنها عودة صحيحة الى الأولويات الزراعية والصناعية قبل اى مشروعات أخرى ممكن تأجيلها أو الاستغناء عنها ، ولعل العودة إلى الشعب فى صورة علمائه وخبرائه ومراكز ابحاثه تكون حصادا مهما للانضمام إلى تجمع بريكس، ذلك التجمع الذى فى مقدمة أهدافه استنهاض إمكانات وقدرات الشعوب وإنهاء الهيمنة والاحتكارات الغربية والاستعمارية وخلق عالم متوازن تسوده عدالة توزيع ثرواته وإمكاناته وحقوق الشعوب فيه، ولعلنا فى ذكرى نصرنا العظيم فى أكتوبر 1973 نضيف فى أكتوبر هذا العام انتصارات لا تقل أهمية فى إنتاجنا الزراعى وزيادة المساحات المزروعة وإحياء صروحنا الصناعية ودعم كل هذا بخبرات ومراجعات ما تمتلئ به مصر من كفاءات وعلماء وخبراء .

Rochen Web Hosting