رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

الشباب هم المستقبل

قسم : مقالات
الأحد, 24 سبتمبر 2023 21:17

الشباب هم مستقبل الوطن والكنيسة، لذا يجب أن يأخذوا- مع الأطفال طبعًا- الأهمية القصوى من العمل الرعوى. إن مَن يلتفت إلى هذه الحقيقة البديهية سوف يرى بالقطع هذه الشريحة المهمة من الشعب، لذلك فنحن نرى:

1- أن الشباب هم مستقبل الوطن:

فمصرنا العزيزة لن تبنيها سوى سواعد الشباب والشابات، فهم كنزها ورصيدها وغدها، وهم صناع المستقبل: العلمى، والزراعى، والصناعى، والتعليمى، والإعلامى، والثقافى، والصحى، والأمنى، والفنى، والأدبى، والرياضى..!.

2- أن الشباب هم الشريحة الكبرى:

إذ تقول الإحصائيات إن:

- %40 من الشعب المصرى تحت 15 سنة.

- 50% من الشعب المصرى من 15- 55 سنة.

- %6 من الشعب المصرى من 55- 65 سنة.

- %4 من الشعب المصرى فوق 65 سنة.

ولهذا يكاد يكون الشباب من 15- 35 سنة شريحة تصل إلى 35%.

3- أن الشباب يحتاج إلى الله:

فبدون الله- له المجد- لا خلاص ولا سعادة ولا خلود.. فالله هو الحاجة الحقيقية للشباب، حتى وإن تصور الشباب حاجات أخرى مثل:

أ- الحاجات البيولوجية: كالغذاء والزواج.

ب- الحاجات السيكولوجية: كالأمن والنجاح والتقدير والانتماء والتفرد والمرجعية.

ج- الحاجات العقلية: كالدراسة والتفكير والثقافة والرؤيا والتحليل والاستنتاج.

ذلك لأن الحاجات الروحية هى الأعمق، والأسمى، والأهم، فالإنسان فى حاجة إلى:

أ- الخلاص من الخطيئة والإثم: «ليس بأحد غيره الخلاص» (أعمال 12:4).

ب- الشبع الحقيقى: حيث الإنسان فى أعماقه عطش إلى المطلق، وجوع إلى اللانهاية.. ولن يشبع قلبه بالمادة أو بالذات أو بالجسد، إلا بالله اللانهائى، غير المحدود.

ج- الخلود فى الأبدية: وهذه عطية يتفرد بها الإنسان، حيث يمنحها الله للبشر.

4- الشباب يتفاعل مع المجتمع:

فالسيد المسيح قال: «لست أسأل أن تأخذهم من العالم، بل أن تحفظهم من الشرير» (يوحنا 15:17)، فهو- أبدًا- لم يعزلنا عن المجتمع، بل إنه شبّهنا بالنور الذى ينتشر، فيطرد فلول الظلمة، ويقود الناس إلى تمجيد الله، كما أنه شبّهنا بالملح الذى يحفظ العالم من الفساد، ذائبًا دون أن يضيع، وبالخميرة التى تحمل الحياة فى داخلها، فتخمر العجين كله، والرائحة الزكية التى تنتشر بتلقائية، وتنشر معها الخير والحب، والسفير الذى يسعى جاهدًا لتقديم صورة جيدة عن الله المحب، ويهتف إلى دعوة الناس لكى يتصالحوا مع الله، لهذا فالشباب «نموذج مجتمعى جيد» فى علاقاته، واتساع قلبه، وشهادته الأمينة، وانتمائه للوطن، وإسهامه كمواطن صالح فى صنع مستقبل مشرق لمصرنا الحبيبة.. لا يتقاعس عن واجبه الانتخابى فى الأحزاب والنقابات والاتحادات.. ولا فى إسهامه اليومى فى العمل الوطنى البَنّاء.

5- الحب الشخصى أقصر طريق إلى قلب الشباب:

فالشباب طاقة حب، كما أنه يسعى إلى تأكيد وجوده وقراراته، لذلك يحتاج الشباب إلى خادم أو مسؤول فعال، يحب كل مَن يخدمهم، ويعرفهم بالاسم والظروف، والاحتياجات، والمشكلات، دون اقتحام مريض، ودون طغيان يلغى خصوصية كل نفس، ودون تعلق عاطفى يطرد وجود الرب من الحياة، بل فى إيمان صادق بأن الرب مستعد أن يخلق من كل شاب وشابة أيقونة جميلة مقدسة، ذات رسالة خاصة متميزة، فى الكنيسة والمجتمع.

6- الشباب محتاج إلى ثقافة:

فهو لن يعيش بمعزل عن الأسرة والمدرسة والكلية والشارع والمؤسسة والمجتمع بأسره ووسائل الإعلام، لذلك يجب أن يكون قارئًا، يتتلمذ كل يوم، من خلال كتابات الآباء القدامى والحديثين، وهو قادر أن يتثقف بعلوم العصر، فعنده دراية ولو بسيطة بأحداث الحياة اليومية، والسياسية، والاجتماعية، والفكرية، والأدبية، والنفسية، والتربوية، والرياضية، والإعلامية.. فنحن لا نريد أن نخلق شبابًا منعزلًا عن واقع الحياة والعصر، بل بالأحرى شبابًا قادرًا على التفاعل مع الحياة والعصر، متمسكًا بجذوره، يمتلك قدرًا من المرونة القوية، القادرة على أن تجعله متحركًا وديناميكيًّا مادام التيار مقدسًا ومناسبًا، ورافضًا وراجعًا حينما يكون التيار سلبيًّا ومضرًّا.

7- أهمية الحوار والتعددية لدى الشباب:

فلعل هذا هو أخطر ما يعانى منه الشباب المصرى، إذ يتعلم بأسلوب التلقين، وليس بأسلوب التكوين، لهذا ينشأ أحادى الرأى، ينفى الآخر بسهولة، ولا يطيق رأيًا مخالفًا، ولا نمطًا متمايزًا عن نمطه، ولا مواهب متنوعة تختلف عن مواهبه. مع أنه يجب أن يدرك أنه لا يوجد أحد فى الوجود يملك الحقيقة كلها، ولا كل الطاقات، ولا كل المواهب. لذلك نحتاج إلى التنوع والوحدة، والاختلاف والتكامل لأننا فى النهاية «أعضاء بعضنا لبعض» (رومية 5:12) لذلك.. فالحوار، والشركة، والقائد الـ«نحن» وليس الـ«أنا».. ركائز مهمة فى خدمة الشباب.

8- الشباب يحتاج إلى المشاركة:

وهذه مهمة المسؤول، إذ يؤمن بأهمية مشاركة الشباب، بمعنى أنه لا ينفرد بالعمل، بل يقوم بما يأتى:

أ- يكتشف الطاقات بين الشباب، وما أكثرها!.

ب- يشغل هذه الطاقات، موزعًا العمل عليها.

ج- ينسق هذه الطاقات، مهما اختلفت أو تعارضت أو تقاطعت.

د- يتابع هذه الطاقات، حتى لا تذبل إحداها، أو تطغى عليها.

هـ- ينمى الطاقات، بحيث يحصل بنعمة الله بروح الصبر على أكبر عائد روحى ونفسى منها.

لذلك يحتاج الشباب إلى مسؤول يؤمن بكل ذلك. وأن يعمل من خلال فعل روح الله، ولمجد الله.. فالعمل إذا كان ذاتيًّا أو بشريًّا، يكون بالضرورة قوة طرح وليس قوة إضافة وبنيان. الرب يقودنا جميعًا فى طريق الخلاص والخدمة والإثمار والخلود.

* الأسقف العام للشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

 

Rochen Web Hosting