رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

تعليقاً على رسالة الأنبا موسى الخاصة بالتدخين

قسم : مقالات
الثلاثاء, 05 نوفمبر 2019 18:52

رسالة الأنبا موسى إلى شباب مصر حول مخاطر التدخين التى نُشرت بمقالة فى إحدى الصحف يوم الأحد، تعتبر من أفضل وأكمل ما كُتب فى هذا الموضوع، وفيها تقليل للمضاعفات التى تتم للمدخن والمدخنة على المدى القصير والمدى المتوسط والطويل، وكيف أن التدخين قد ينهى حياة المرضى بأحد المضاعفـات القاسية مثل السرطان وأمراض القلب والدورة الدموية، ولقد دفعنى هذا إلى اقتراح نشر هذه الرسالة إلى شباب مصر فى المدارس والجامعات والنوادى الرياضية وجميع أماكن تجمع الشباب، وأريد أن أضيف إلى الرسالة أن إدمان الشباب للنيكوتين بواسطة التدخين هو الباب الواسع لإدمان المخدرات الأكثر قسوة والأكثر تدميراً لصحة وعقل المدخن، لهذا يجب أن تكون مكافحة التدخين بين الشباب والأطفال ضمن برنامج مكافحة الإدمان، الذى تسعى الأستاذة الفاضلة وزيرة التضامن الاجتماعى إلى تطبيقه.

وأضيف أيضاً أن مصر من أوائل الدول التى وقّعت على الاتفاقية الإطارية لمكافحة أضرار التدخين، وكانت رقم 5 فى الدول الموقعة على الاتفاقية، والأولى فى أفريقيا، وشاركت فى وضع برنامج الاتفاقية، وأتشرف بأن أكون صاحب مبادرات اقتراح القوانين وتنفيذها، بما فى ذلك منع التدخين فى الأماكن المغلقة، وأماكن العمل والنوادى، وأماكن التعليم والخدمات الصحية، ورفع سعر منتجات التبغ، وعدم بيع السجائر ومشتقاتها للأطفال أقل من 18 عاماً، ونجحت دولة عظيمة وهى المغرب فى منع استخدام الشيشة بالمقاهى، ثم نجحنا فى إنشاء إدارة لمكافحة التبغ بوزارة الصحة، وذلك لمساعدة المدمنين على التبغ فى التوقف.

كذلك نجحنا فى إنشاء لجنة وزارية للإشراف على تنفيذ القوانين والالتزام بها، بها عدد من الوزراء المعنيين بالقضية، مثل الصحة والبيئة والحكم المحلى والداخلية ورجال الدين الإسلامى والمسيحى وعدد من الشخصيات العامة، وعلى رأسهم الإعلامى المتميز صلاح منتصر، ونقيب الأطباء الأسبق الحاصل على مكافأة هيئة الصحة العالمية فى عام 1913 وعام 1918.

حاولنا أن ننشط هذه الهيئات وننفذ هذه المجموعة من القوانين الحضارية، التى تؤكد حرص قيادة الوطن على الحفاظ على صحة الشباب ومستقبل الأمة، لكن الأمة دائماً مشغولة بغير ذلك من الأمور، التى قد لا تكون فى مستوى الأهمية، ودائماً أحلم بأن يضع السيد الرئيس قضية تدخين الشباب ضمن محاوراته مع شباب مصر، وكيف يمكن للشباب أن يكون له دور فعّال فى هذا المجال، وقد يكون قوة ضغط على رجال ونساء مصر فى الامتناع عن التدخين، حماية لمستقبل أجيال من الشباب والشابات، وكيف يمكن إقناع رجال الإعلام والدراما فى السينما والتليفزيون بإعطاء المثل للأطفال وللشباب فى نبذ عادة التدخين والتركيز على مساوئها والبُعد عن المناظر التى تدعو إلى تدخين السجائر والتبغ والمخدرات، التى أصبحت تقريباً مناظر متكررة ومعادة فى كل عمل درامى، وطالبنا المخرجين والمؤلفين وكتاب السيناريو، إن كان لا بد من التدخين لأنه جزء من الدراما، فلا بد أن تظهر على كادر السينما أو التليفزيون إشارة إلى أن التدخين يدمر الصحة ويؤدى إلى الوفاة المبكرة.

يؤسفنى القول إن قلة من القيادات الصحية والإدارة المحلية ورجال الرياضة والتعليم تعطى موضوع التدخين بين الشباب الاهتمام اللائق، وكذلك قلة من القيادات الدينية تهتم بهذا الموضوع، رغم الفتاوى بأن التدخين حرام حرام، والدكتور نصر فريد متعه الله بالصحة أعطى هذا الموضوع جهداً كبيراً، واقترحنا أن يكون هناك على الأقل خطبة جمعة واحدة كل شهر لرجال الدين فى الأقاليم حول التدخين، وكيف أنه يحمل صاحبه على ارتكاب المحرمات، لكن لم ينجح هذا المشروع، حيث كان رجل الدين يُنهى الصلاة، والسيجارة فى فمه، وليس لديه الحماس لإقناع المدخنين بالامتناع.

عدد قليل من وزراء الصحة اهتم بهذا الموضوع، على رأسهم الوزير المحترم محمد عوض تاج الدين، أستاذ أمراض الصدر والمتابع لأحوال المدخنين فى مصر، ومن بينهم الدكتور حاتم الجبلى، الذى عقد اتفاقية مع محافظ الإسكندرية الوزير عادل لبيب، على إعلان المحافظة خالية من التدخين بعد ثلاث سنوات، لكن لا هو ولا هو استكمل فترة الثلاث سنوات فى موقعه.

الخلاصة رسالة موجهة إلى الأستاذ المحترم رئيس الوزراء:

- أرجو أن يُدخل مكافحة التدخين ضمن برنامج الصحة الذى بناه السيد رئيس الجمهورية، وأن يكون ضمن برنامج حوار الرئيس مع شباب الوطن.

- أرجو أن تطور مقالة الأنبا موسى، ويضاف إليها رأى المفتى القدير شوقى علام عن موقف الإسلام من التدخين، ويعتبر رسالة الدولة فى كل موقع شبابى، والتأكيد على تطبيق قوانين مكافحة التدخين والتوسّع فى عيادات المكافحة، ووصول بدائل النيكوتين فى علاج الحالات الصعبة بالاتفاق مع أجهزة الدولة، ونشر هذه الوثيقة فى الصحف كل فترة، وحتى لا ننسى ضرورة التأكيد على وزارة الشباب بأن تكون مكافحة التدخين إحدى الأولويات، وعلى وزارة الأوقاف أن يكون التعريف بمدى مخالفة المدخنين لأحكام الدين.

- إيجاد حل مناسب لأجهزة الإعلام والدراما حول الترويج للتدخين، وأعتقد أن هذا يتم مقابل اعتباره إعلاناً مدفوع الأجر.

- تنشيط أجهزة الأمن فى تطبيق قوانين المكافحة.

- التوقف تماماً عن طرح موضوع زراعة الدخان، وهذا ممنوع ضمن بنود الاتفاقية.

Rochen Web Hosting