رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

إسماعيل ياسين بوليس سري

قسم : مقالات
الجمعة, 05 يوليو 2024 20:06

يُعد إسماعيل ياسين من أهمّ رواد الكوميديا فى السينما المصرية، حيث ترك إرثًا فنيًا غنيًا من الأفلام والمسرحيات التى لا تزال تُشاهد حتى يومنا هذا، وتنال إعجاب الكبار والصغار على حدٍّ سواء. ربطت علاقة صداقة وطيدة بين الأستاذ جمال الليثى والفنان إسماعيل ياسين، وأنتج له الأستاذ جمال الليثى سلسلة من الأفلام التى حملت اسم إسماعيل ياسين، ولعله الفنان الوحيد الذى اقترن اسمه بأفلامه، فبعد أن أنشأ الأستاذ جمال الليثى مع الأستاذ رمسيس نجيب «الشركة العربية للسينما»، بدآ يخططان لإنتاجهما الخاص، وكان فى ذلك الوقت فيلم «الآنسة حنفى» قد حقق نجاحا مدويا دفع بالممثل الكوميدى إسماعيل ياسين إلى قمة النجومية، ورأى الأستاذ جمال الليثى أن يستغل هذه النجومية فى فيلم يحمل اسم «إسماعيل ياسين» ووافقه فى الرأى المخرج الكبير فطين عبد الوهاب.

 

وكان من أبرز أفلام إسماعيل ياسين التى حملت اسمه وقام بإنتاجها الأستاذ جمال الليثى وشاركه فى إنتاج بعضها المنتج الكبير رمسيس نجيب «إسماعيل ياسين فى الجيش، إسماعيل ياسين فى الطيران، إسماعيل ياسين بوليس حربى، إسماعيل ياسين بوليس سرى، إسماعيل ياسين فى البحرية».

عندما رفع إسماعيل ياسين أجره من ستمائة جنيه إلى ألف جنيه فى الفيلم قال جميع المنتجين إنهم لن يعملوا معه، ورأى أحد المنتجين أن يذهب إلى بيته ليمضى معه بما أن جميع المنتجين لن يعملوا معه، إلا أنه عند ذهابه لبيت إسماعيل يس فوجئ بوجود كل المنتجين عنده فكان هو الحصان الرابح فى جميع الأفلام.

وعلى الرغم من النجاح الفنى الكبير الذى حققه إسماعيل ياسين إلا أنه عانى كثيرًا فى حياته وخصوصًا بعد بداية أفول نجمه فى الستينيات، فقد شهد عام ١٩٦١ انحسار الأضواء عن إسماعيل يس تدريجيا؛ فبعد أن كان يقدم أكثر من عشرة أفلام فى العام الواحد قدم فلمين فقط وتراكمت الضرائب عليه والديون، فاضطر إلى حل فرقته المسرحية فى عام ١٩٦٦. وفى حوارى مع الفنانة الكبيرة آمال فريدة تحدثت عن هذا الفنان العظيم الذى شاركته العديد من أفلامه فقالت لى «إسماعيل ياسين شخص رائع وجيد جدًا وجاد جدًا فى تعاملاته، ولم يكن هو السبب فى ظروفه المادية الصعبة التى عانى منها». وقد شاركت آمال فريد الفنان إسماعيل ياسين فى الكثير من أفلامه مثل «إسماعيل ياسين فى جنينة الحيوانات، امسك حرامى» وغيرهما من الأفلام الناجحة بينهما.

سافر إسماعيل ياسين بعد نكسة ٦٧ إلى لبنان وشارك هناك فى بعض الأفلام القصيرة، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى وعمل كمنولوجست، ولكن عزف المنتجون عنه وكان آخر فيلم يشارك فيه هو فيلم «الرغبة والضياع» من بطولة رشدى أباظة، ولكنه توفى فى اليوم الرابع من التصوير وتم استكمال الفيلم بالاستعانة بدوبلير، وأخذ فريق العمل ملابسه وبدله التى ظهر بها فى المشاهد ليرتديها الدوبلير، لكنه ظهر فى الفيلم من الخلف فقط.

عندما توفى إسماعيل ياسين ولكون مقابر أسرته توجد فى السويس، طلبت الفنانة فتحية أحمد زميلته السابقة فى فرقة «بديعة مصابنى» أن يُدفن فى مدافن أسرتها بالبساتين لحماية الجثمان وعدم تعريضه لمشقة السفر، ووافقت أسرة إسماعيل يس رحمه الله.

رحم الله هذا الفنان الكبير الذى أمتعنا وأضحكنا بفنه الراقى.

 

Rochen Web Hosting