رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

تعويم الجنيه ومواجهة الكورونا

قسم : مقالات
الثلاثاء, 24 مارس 2020 08:53

«معدن الناس يظهر فى الأزمات»، هذه المقولة الشهيرة تطلق على البشر فرادى، لكن اللافت مع تفشى أزمة كورونا أصبحت تطلق على الحكومة المصرية، التى كانت موضع نقد لاذع وصل إلى حد التنمر، حيث بدأت الحكومة المواجهة مبكراً جداً مع أداء يحمل عدة رسائل يراها الشعب لأول مرة.

بدءاً من إجلاء المصريين العالقين فى مدينة ووهان الصينية بأعلى درجة من الحماية والاحترام إلى تعليق المدارس تتبعها إجازات الأمهات، والنظر بعين الاعتبار للعمالة الموسمية وغير المنتظمة مع تقديم دعم نقدى لها.

تطمين الناس بمد الأسواق بالسلع التموينية والتعقيم والتطهير للمصالح الحكومية والجامعات إلى آخره، فضلاً عن تصدر وزير الطيران المشهد بنفسه لإخلاء بعض المصريين من لندن.

إجراءات استشعرها المصريون وانعكست على ما أطلقوه من نكات، منها «هو أداء الحكومة اتغير ليه، إنتو جبتوا مدير فنى أجنبى»، وذلك بالإشارة إلى فرق الكورة.

وما إن زادت الإجراءات عنايةً بالمواطنين، تساءل الناس: «هو الحكومة بتدلعنا ليه هو إحنا هنموت».

فى الحقيقة تعليقات تبدو ساخرة، لكنها انعكاس للرضا عن أداء الحكومة، لكن هذا الأداء لم يكن وليد اللحظة، وإنما نتيجة تراكم الإجراءات الاقتصادية التى كانت صادمة ومؤلمة، مثل تعويم الجنيه الذى عانى منه المصريون أشد معاناة من ارتفاع أسعار فواتير أزمات اقتصادية واجتماعية، لكن ميزانية الدولة التى تخففت من أحمال كانت تنوء عن حملها أصبح لديها ولأول مرة فائض يتم توظيفه لصالح الناس.

كان تعويم الجنيه زلزالاً اقتصادياً مخيفاً، لكننا الآن نحصد نتائجه.

ليس التعويم فقط، وإنما رفع الدعم عن المحروقات والمواد البترولية التى كانت حفرة أخرى يُلقى فيها الدعم فى أغلب الأحيان لغير مستحقيه. كل هذه الإجراءات أسهمت فى وجود فوائض استثمرتها الحكومة فى صالح المصريين، فلأول مرة يجد المصريون إجراءات تصب فى مصلحتهم.

هذه الكلمة التى لم يفهمها أبداً أو يعرف قيمتها أحد، إلا عندما أصبحت مصلحته وحياته على المحك وعرف المعنى الحقيقى لأن تصب الإجراءات فى مصلحة المواطن.

كانت مصر كامرأة شابة جميلة قهرها الفقر، والمرض، ملايين مرضى فيروس سى وملايين مرضى فقر الدم الناتج عن الفقر، لكن ما نراه الآن شابة عفية استعادت جمالها وقوة ورجاحة عقلها، وحسن تخطيطها، ليجد المواطن والمواطنة المصريان بلداً يفخران به ويعرفان لأول مرة معنى العزة والوطن.

Rochen Web Hosting