رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

دعوة للوحدة

قسم : مقالات
الجمعة, 09 أكتوبر 2020 10:34



مع الأسف الشديد لم تستمر عداوة بين أى جماعة لفترة ألف وخمسمائة عام مثل ما حدث بين السنة والشيعة، اثنان من فصيل واحد يؤمنون بالله الواحد وبالنبى المرسل ويؤدون الصلوات الخمس ويؤمنون بالبعث والحج إلى بيت الله الحرام ويختلفون من أحق بالخلافة منذ ألف وخمسمائة عام وانتهى الجميع إلى رحمة الله حيث الحساب عند الله سبحانه وتعالى، الحرب العالمية الأولى فقد العالم ما يزيد على خمسين مليون ضحية من الألمان ودول أوروبا المشاركة فى الحرب. فى الحرب العالمية الثانية فقدت روسيا وألمانيا ودول الحلفاء ما يزيد على سبعين مليوناً من القتلى، ومع ذلك عادت الأمور إلى طبيعتها واتحد الأعداء فى تكتلات سياسية، وأصبح الأعداء أصدقاء فى أقل من عشرين عاماً بعد انتهاء الحرب. هل يعقل أن الخلاف بين البروتستانت والكاثوليك والكنيسة الشرقية والكنيسة الغربية والحروب التى دامت لم تستمر أكثر من قرن من الزمان، والخلاف بين فصيلين إسلاميين يستمر عشرات القرون ولم ينته؟ ألم نسأل أنفسنا من المسئول عن ذلك؟ أكاد أجزم أن لليهود دوراً كبيراً فى هذا الخلاف الدموى المستمر، وهل يعقل أن إسرائيل اليهودية تخرج عما وصفهم به القرآن الكريم أن يتحالفوا مع السنة ضد الشيعة؟ وهل يمكن أن يفوا بوعودهم ونحن نقرأ فى حكايات بروتوكولات حكماء صهيون أن اليهود أفضل شعوب الأرض، وأنهم أولاد الله وأن باقى شعوب الأرض هم فى مستوى أقل وخلقوا لخدمة اليهود، وأن ما يمتلكون من أرض هو أصلاً ملك اليهود، وأن من حق اليهود أن يسرقوهم ويذبحوهم ويخرجوهم من أرضهم ويرتكبوا فى حقهم كل المعاصى من الاعتداء على النسوة إلى الربا بفائدة مرتفعة وإلى احتكار الذهب فى العالم وإلى تبنى الحركات التى تؤدى إلى خلع الملوك والحكومات واشتعال الحروب، وكذلك عدم الالتزام بالعهود والمعاهدات والقواعد الدولية، باعتبار أن ذلك لا ينطبق على اليهود بصفتهم فصيلاً متميزاً بين شعوب العالم. إن توقيع معاهدات الصلح بين دول الخليج وإسرائيل وبمباركة أمريكا سيدة العالم والعدو الأكبر للعرب والمسلمين هذا الصلح ما هو إلا خطوة نحو التحالف العسكرى ضد إيران، والخطوة التالية هى نقل الصواريخ والقنابل الذرية إلى قواعد عسكرية فى هذه الدول على قرب من الحدود الإيرانية، ولن تتوقف إسرائيل عن مطالبتها للجانب الأمريكى بتدمير قواعد المفاعلات الذرية، لأن إسرائيل لا تخشى فى الدنيا سوى حصول إيران على القنبلة الذرية والتى ستحرم إسرائيل من التبجح بأنها سيدة المنطقة، لأنها الوحيدة التى تمتلك القنبلة الذرية وترفض كل القرارات الدولية لجعل الشرق الأوسط خالياً من الأسلحة الذرية، لأن إسرائيل لن تتوقف عن الإيمان بأن من حقها أرض الميعاد من النهر إلى النهر من النيل للفرات. إن هدف إسرائيل من توقيع معاهدات السلام مع دول الخليج هو أن تقترب من الحدود الإيرانية، ولن تتوقف عن المطالبة بحرمان إيران من حقها المشروع فى أن يكون لها سلاح ذرى حتى تحدث التوازن فى المنطقة، وتسعى إسرائيل إما عن طريق الولايات المتحدة أو تدخلها شخصياً فى حرمان إيران من هذه الميزة، لكى تبقى هى الوحيدة المسيطرة على المنطقة، وأن تزيد من هوة الخلاف بين الشيعة والسنة، تحقيقاً لما جاء فى بروتوكولات حكماء صهيون، هذا الكتاب اللعين والمخيف، الذى يفضح نوايا اليهود بالنسبة للعالم ولمنطقة الشرق الأوسط. يا دول الخليج يا أهلها المسلمين سنة وشيعة ألم يحن الوقت الذى ننسى فيه هذا التاريخ الدموى الذى أفقر وأساء للمسلمين فى أنحاء الدنيا ولا نرتكب الخطأ التاريخى الذى حدث فى الأندلس عندما استعان حكام الولايات من المسلمين بأعدائهم من الفرنجة حتى انتهى الأمر بمأساة انتهاء الحكم الإسلامى الذى دام من 710 إلى 1492، والذى انتهى باستئصال شأفة المسلمين تماماً، بحيث لم يبق بعد عام 1516 مسلم واحد، وعلى المسلمين إما الهجرة إلى المغرب أو ترك الإسلام والدخول فى النصرانية أو الذبح والقتل، ولتكن ذكرى الأندلس أمام أعيننا جميعاً ولا نريد أن يكون هذا مصيرنا فى العالم. يا إخوتنا أهالى الخليج لا تتعجلوا التطبيع مع إسرائيل، فهى لا يمكن أن تحقق الخير لكم وإنما حسب بروتوكولات حكماء صهيون لا بد أن تعمل على إفشالكم وإفقاركم والعودة إلى القتال بين المسلمين السنة والشيعة. لا تستجيبوا لأمريكا العدو الأول للإسلام، وهل ستتعلم شعوب المنطقة الدرس؟ وهل يتوقفون عن التطبيع أسوة بمصر وشعب مصر العظيم اللهم بلغت اللهم فاشهد.

* نقيب الأطباء الأسبق

Rochen Web Hosting