ربما تكون الأحداث الأخيرة فى قناة السويس فرصة لأن تستعيد مكانتها فى قلوب المصريين.. لم يذكرها أحد منذ الاحتفالية التى شهدها الرئيس عبد الفتاح السيسى عند انتهاء التفريعة الجديدة من يومها لم نذكر القناة إلا عند إعلان دخل القناة.. وحتى فى هذه المناسبة لا يتجاوز الأمر عدة سطور فى جريدة أو دقائق على الشاشة.. لا نعتقد أن هناك يوما يحتفل فيه المصريون بقناة السويس مثل عشرات الأيام المخصصة فى أجندة الاحتفالات المصرية.. ولا يوجد يوم لتكريم العاملين فيها سواء من انتهت خدمتهم أو انضموا إلى الإدارة فيها.. منذ سنوات زرت فى باريس متحفا عن قناة السويس يجمع كل تاريخ هذه المعجزة التى بناها أجدادنا منذ عشرات السنين بالدم والأرواح.. كان هناك مشروع لإقامة متحف فى مدينة السويس عن قناة السويس وعرضت فرنسا تقديم الدعم المادى بما فى ذلك مئات الصور والمعدات والوثائق.. ولا أدرى مصير هذا العرض وإلى أين وصل?!.. إننى أتمنى أن نعيد قناة السويس إلى الذاكرة المصرية مرة أخري.. نقيم يوما نحتفل فيه بالقناة يسمى عيد القناة وأن نكرم العاملين فيها.. ومنهم الآلاف الذين وهبوا حياتهم لهذا الإنجاز الحضارى والإنساني.. قد لا يصدق البعض أن قناة السويس قدمت لمصر عشرات المليارات من الدولارات.. وأنها مازالت حتى الآن تمثل مورداً من أهم موارد مصر من العملات الصعبة.. لقد عادت قناة السويس إلى ذاكرة المصريين بقوة فى الأيام الأخيرة وكانت إرادة المصريين فى إنقاذ الحاوية بدعم من قواتنا المسلحة والعاملين فى هيئة قناة السويس إنجازاً كبيراً.. لقد أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسى بجيش مصر وهيئة القناة فى هذه التجربة الصعبة.. وإذا كانت القناة قد غابت كثيراً عن وجدان مصر فقد جاء الوقت لكى نستردها مرة أخري.. مطلوب عيد لقناة السويس ليس أقل من أن نحتفل بها ونكرم رموزها مثل الفريق مهاب مميش والفريق أسامة ربيع.. إنها نهر الخير الذى تدفق فى ربوع الوادى عشرات السنين وليس أقل من الوفاء والعرفان..