رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

هوامش حرة

قسم : مقالات
السبت, 03 أبريل 2021 14:02

كان الرئيس عبد الفتاح السيسى واضحا وصريحا وهو يؤكد فى المؤتمر الصحفى فى قناة السويس أن النيل خط احمر.. ولن يوجد من يحرم مصر من نقطة ماء ومن أراد أن يجرب فليجرب.. لغة جديدة نسمعها لأول مرة من رئيس مصر حول سد النهضة.. إن هذا الكلام يأتى بعد سنوات من المفاوضات التى لم تصل إلى شيء بين مصر والسودان من جانب وأثيوبيا من جانب أخر.. لقد أحرقت أثيوبيا كل الأوراق وتمادت فى غيها وشططها ورفضت كل الحلول ولم تستجب لجميع الأطراف الدولية بما فى ذلك أمريكا ومجلس الأمن والبنك الدولى والاتحاد الأوروبي.. كان من الضرورى تصعيد لغة الخطاب حتى لو وصلت إلى ما يشبه التهديد وكانت أثيوبيا ورئيس وزرائها أبى احمد فى حاجه لهذه اللغة حتى يعود إلى رشده.. إن مياه النيل لا يمكن أن تكون مجالا للتفاوض أو التنازلات فلا احد يتنازل عن حقه فى الحياة .. لقد اتجهت عيون مصر دائما إلى منابع النيل وكانت تقيم مراكز مراقبة فى أماكن كثيرة من منابع النهر ومجراه.. وكان فرعون مصر فى العصور القديمة يشد الرحال كل عام مع جنود جيشه ويذهب إلى منابع النيل ولا يعود منها إلا إذا أطمأن على مسار النيل وتدفق مياهه.. إن الشىء المؤكد أن تصريحات الرئيس السيسى الأخيرة سوف تغير حسابات كثيرة .. وتجعل أثيوبيا تغير موقفها وتعيد النظر فى قرار التخزين الثاني.. إن أثيوبيا تمادت فى مواقفها المتشددة وخسرت الكثير بسبب ذلك.. ولم يبق أمام مصر والسودان غير٩٠ يوما لكى تقف أثيوبيا عند مسئوليتها وتدرك أن النيل نهر قادم من السماء وحق للملايين الذى عاشوا على ضفافه.. كانت رسالة الرئيس السيسى تحمل أكثر من دلالة فى هذا التوقيت الصعب أنها رسالة تليق بمصر الشعب والتاريخ والمسئولية.. لقد طالت أزمة سد النهضة ما بين ابتزاز أثيوبيا فى تضييع الوقت والتمادى فى التأجيل رغم خطورة الموقف.. لأن الخلاف ليس خلافا حول شىء عابر ولكنها قضية حياة أو موت ولهذا جاءت رسالة الرئيس فى الوقت المناسب..

 

 

Rochen Web Hosting