رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

بعد هزيمة أمريكا

قسم : مقالات
الإثنين, 10 مايو 2021 11:39

بعد عشرين عاما من الحرب فى أفعانستان أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن اعترافه بالهزيمة، وقرر سحب جميع قواته لإنهاء أطول حروب أمريكا. كلفت الحرب أمريكا 2.26 تريليون دولار (التريليون يساوى ألف مليار) وثلاثة آلاف قتيل و22 ألف جريح من الأمريكيين فى الوقت الذى بلغت خسائر الأفغان نحو 69 ألفا ومع ذلك لم تستطع أمريكا القضاء كما كانت تهدف على حركة طالبان التى أعلنت قيام إمارة إسلامية فى أفغانستان واليوم تبدو أكثر قوة.

 

وبهزيمة أمريكا أثبتت أفغانستان أنها مقبرة القوى العظمى فمن قبل هزمت الإتحاد السوفيتى الذى غزا أفغانستان فى ذروة قوته عام 1979 لتأييد أعوانه هناك وخرج مدحورا فى فبراير 1989 بعد أن كتب شهادة ضعفه لينهار من داخله وبدون طلقة رصاص بعد عشر سنوات من خروجه من أفغانستان .

 

فى خلال ذلك كانت أمريكا قد تمكنت من إاختراع دعوة المجاهدين المسلمين فى الدول العربية لمحاربة الإلحاد الشيوعى (الجهاد ضد الإلحاد) وتدريبهم على استخدام السلاح وتمويلهم من خلال زراعة الأفيون وتحويله إلى هيروين (كل عشرة كيلو أفيون يتم تحويلها إلى كيلو هيروين)، فلما انسحب السوفيت وجد المجاهدون أنفسهم يمسكون السلاح الكثير الذى هيأ لهم أنهم يستطيعون أن يسيطروا به على الدول الأخرى ويعلنون دولتهم الإسلامية كما وضعت قواعدها جماعة الإخوان، وهكذا تغير تاريخ المنطقة العربية التى شهدت حتى اليوم أحلام الذين عاشوا فى وهم القوة وتصوروا أنهم بعمليات التخريب والتدمير التى يمكن أن يقوموا بها يستطيعون هزيمة دول مثل مصر ويغيروا تاريخها الممتد بعمق آلاف السنين.

 

وربما قدم مسلسلا الاختيار واحد واثنان صورة من المصاعب التى واجهتها مصر فى سيناء وفى داخل مصر مع تنظيمات الإرهاب وكلها من مخلفات الجهاد التى زرعتها أمريكا فى أفغانستان. واليوم بعد أن تنسحب أمريكا هل ستبدأ مرحلة جديدة تشعر فيها طالبان بمزيد من القوة مما قد يغرى بأن تلجأ إليها الجماعات الهاربة.

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Rochen Web Hosting