رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

سلام القبة الحديدية!

قسم : مقالات
الجمعة, 21 مايو 2021 10:40

أظن أن أهم درس ينبغى على الإسرائيليين استخلاصه أن السلام الحقيقى والاعتراف بالحقوق المشروعة للفلسطينيين هو أكبر ضمانات الأمن والبقاء لها بعد أن عجزت منظومة القبة الحديدية ذات الصيت الهائل فى سوق الصناعات الدفاعية الأمريكية عن منع وصول القذائف والصواريخ الفلسطينية محلية الصنع إلى عمق الدولة العبرية.

 

 

أتحدث عن السلام الحقيقى الذى يلبى المطالب المشروعة لكل طرف بميزان العدل، وليس السلام القائم على فرض الأمر الواقع لأن القوة لا تدوم لأحد ولأن الموازين الإقليمية والدولية لا تعرف الثبات وإنما هى مرشحة دائما للمتغيرات.

أتحدث عن سلام عادل ودائم يرتكز أساسا إلى الإرادة الحرة لشعوب المنطقة تحت مظلة اليقين بأن الأمن الإقليمى لا يمكن أن يتحقق فى استمرار إصرار أى طرف على أن يكون متميزا عن الأطراف الأخرى سواء بمخزون المؤسسة العسكرية أو بمظلة الحماية والدعم اللا محدود من القوى الأجنبية.

إن السلام.. والسلام وحده هو الذى يسمح بتوجيه موارد وإمكانيات دول المنطقة نحو التنمية والرخاء بدلا من استنزاف الموارد فى تكديس الطائرات والمدافع والقنابل والصواريخ... وليتهم فى إسرائيل يدركون الدرس المستفاد من عدم قدرة نظام القبة الحديدية على منع وصول الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع إلى معظم أهدافها ومن ثم فإن الطريق الوحيد لضمان الأمن واستمرار الرهان على حلم السلام الدائم لا يمر عبر بوابة النظم الدفاعية مهما تكن حداثتها وكفاءتها وإنما يمر عبر بوابة الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى والتوقف عن سياسات الإرغام والتهجير والاستيطان غير الشرعي... وأظن أن مشاعر الحنق والغضب العربى والعالمى من فظاظة السلوك العدوانى تعكس إحساسا بأن المنطقة تجتاز الآن مرحلة بالغة الدقة والخطر.

ويخطيء من يظن أنه يستطيع أن يصنع لنفسه سلاما أو يوفر لشعبه أمنا بالقبة الحديدية أو حتى بمواصلة الترهيب بسلاح الغموض النووى لأن السلام يتطلب استنادا وارتكازا إلى المواثيق الدولية والاتفاقيات والمعاهدات المبرمة المستندة إلى المبادىء الإنسانية... ومن الضرورى صحة الإدراك وسرعة الانتباه إلى أن حلم السلام يعيش الآن لحظاته الحاسمة حيث تتجاذبه قوتان إحداهما شريرة تريد أن تبقى على الأمر الواقع بل وتضيف إليه مزيدا من الغبن والظلم، والأخرى قوى خيرة تمثل مصر نموذجا فريدا لها حيث إنها مازالت تراهن على السلام وتتعلق به كسبيل وحيد لتحقيق الأمن والهدوء لأن أوضاع المنطقة لم تعد تحتمل مزيدا من تأخر الوقت اللازم لبلوغ الفجر وشروق الشمس وتبديد الظلام المتراكم من رواسب العداوة والكراهية!

خير الكلام:

Rochen Web Hosting