رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

علشان حمادة يلعب!

قسم : مقالات
الجمعة, 28 مايو 2021 10:01

هذه ليست نكتة.. ملياردير صينى اشترى نادى أتلتيكو مدريد لابنه كى يلعب كرة قدم فى النادى.. والرجل ثانى أغنى أغنياء الصين، بعد صاحب موقع (على بابا).. وللأمانة فهو ليس بدعًا من دون الناس، وليس غريبًا علينا.. عندنا مَن اشترى صحيفة ليكتب فيها مقالات.. وعندنا مَن اشترى محطة فضائية ليعمل فيها ناظر محطة، وتعمل فيها زوجته مذيعة، وأولاده فى الإدارة، وعندنا مَن اشترى حزبًا سياسيًا ليصبح زعيمًا، ويصبح ابنه أو ابنته عضوًا فى البرلمان!.

 

فهل كنتَ تتخيل هذا؟.. هل كنتَ تتخيل أن الرياضة التى تعتمد على المواهب والمهارات تُشترى؟.. حدث عندنا فى الفن.. أبناء الفنانين كانوا هم مَن يديرون دراما رمضان هذا العام والذى قبله.. كانت تُدار بالصف الثانى.. فلماذا نسخر من ملياردير صينى أو غيره؟.. نحن مَن اخترعنا كل هذا، فى الوقت الذى يتقاعد فيه أصحاب الشركات الدولية الكبرى مثل بيل جيتس!.

المهم أن الملياردير الصينى، وانغ جيانلين، اشترى 20 بالمائة من أسهم نادى أتلتيكو مدريد الإسبانى مقابل 52 مليون دولار.. هل تتخيل أن تلعب فى نادى أتلتيكو مدريد لا لشىء إلا لأن والدك غنى؟.. هل تعلم أن أتلتيكو هو صاحب الاسم وبطولة الدورى؟.. وهل تعلم أن صاحبنا وابنه ليس لهما فى كرة القدم إلا التشجيع فقط، بينما النادى من أندية أوروبا الكبيرة، وصاحب بطولة الدورى الإسبانى؟!.

ربما كنت أقول: وماله! لو كان ابنه عنده بوادر موهبة.. ولكن المفاجأة أن الولد بدين وسمين ويزيد وزنه على 120 كيلو، وليس لديه أى موهبة.. هل الفلوس يمكن أن تشترى كل شىء؟.. هل يتركون له المرمى ليسدد الأهداف أيضًا، ثم يصفقون له؟!.

الاسم نفسه غريب علينا، ولكنه ليس غريبًا على المجتمع الصينى، ولا مجتمع رجال الأعمال فى العالم.. فهو يترأس شركة داليان واندا، التى تُعد أكبر شركة عقارات فى الصين، والتى تستحوذ على علامات تجارية أجنبية كبيرة، وسط ضعف سوق العقارات المحلية.. وتستحوذ الشركة العملاقة على سلسلة دُور عرض «إيه إم سى» الأمريكية، وشركة «صن سيكر» البريطانية لصناعة اليخوت.. وستكون «داليان واندا» أول شركة صينية تستثمر فى أحد أندية القمة فى البطولات الأوروبية!.

للأسف، لم أستطع أن أطلق يدى فى النقد والسخرية لأن الحال من بعضه.. ولأن هذا هو حال كل مَن لم يُقدر أصول المهنة، ويعتقد أنه يفعل أى شىء وكل شىء بالفلوس والنفوذ.. وهى مأساة الشرق كله.. فلا توجد قواعد ولا أصول للعب أو التمثيل أو الكتابة.. وظهر مَن يتخيل أنه يمكن أن يصنع نجومًا وفنانين وإعلاميين وكُتابًا.. ونسوا أنها مهن تعتمد على المهارة والموهبة أولًا وأخيرًا!.

وختامًا: زمان كان مَن يملك الكرة يمكن أن يشكل فريقًا، ويلعب مع فريق آخر.. وكان يختار الفريق من بين أمهر اللاعبين.. الآن تغيرت قواعد اللعب، فمَن يملك النادى يلعب أولًا!.

 

Rochen Web Hosting