رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

ثانوية البابل شيت!

قسم : مقالات
الخميس, 29 يوليو 2021 13:24

اليوم يُسدل الستار على امتحانات الثانوية العامة.. وينتهى الماراثون، ويؤدى طلاب القسم الأدبى امتحان مادة اللغة الأجنبية الأولى.. ويتبقى امتحان واحد لطلاب العلمى.. وبالمناسبة فالامتحانات كما هى للطلاب، فهى أيضًا لأولياء الأمور.. هم يذاكرون مع أبنائهم ويذهبون معهم للدروس الخصوصية، ويدفعون آلاف الجنيهات فى العام من أجل الحلم.. ويبكون معهم ويصرخون من صعوبة الأسئلة وضياع الحلم.. فهل كل هذا سيُراعى عند التصحيح وإعلان النتيجة؟

هل الوزير طارق شوقى أعطى التعليمات بمراعاة ظروف الطلاب باعتبارهم الذين انطبق عليهم النظام الجديد؟.. هل فكرة «تقفيل المناهج» انتهت إلى غير رجعة؟.. هل كان صريخ الطلاب يعكس الشعور بالفشل، أم لأنهم لم «يقفلوا الامتحانات»؟.. وهل سيكون ذلك فى الاعتبار ليحصل الطلاب على درجات معقولة لدخول الكليات التى يحلمون بها؟.. وهل سيُراعى ذلك فى التنسيق؟!

معلوم أن النظام الجديد يقيس القدرة على التفكير أكثر من الحفظ.. ولكن كان لابد من قياس طول الأسئلة قياسًا إلى الوقت المحدد.. فهل 50 سؤالًا كان يمكن الإجابة عنها فى الوقت المحدد للامتحان؟.. هل هذه الدفعة دفعت ثمنًا باهظًا لنظام جديد، يُطبق لأول مرة؟.. أعرف أن جيلنا لم «يقفل الامتحانات» ولم يحصل فيه الأول على الجمهورية على 100%.. كما أننا دخلنا كليات القمة دون أن نحصل على 100%.. فهل عدنا فجأة إلى النظام القديم بنظام جديد هو البابل شيت؟!

فى كل الأحوال النظام كله يحتاج إلى مراجعة، خاصة أن نظام التشعيب فى الثانوية العامة قسّم الدفعة إلى ثلاث دفعات هى الأدبى وعلمى علوم وعلمى رياضة، وتم امتحان الدفعة فى المادة الواحدة ثلاث مرات.. نريد أن تكون هناك مراجعة وتقييم محترم للنظام كله، وتصحيح الأخطاء التى ظهرت فى عملية التطبيق، ليتم تحقيق العدالة بين طلاب الأدبى والعلمى علوم ورياضة.. امسحوا دموع الطلاب والأمهات وردوا إليهم اعتبارهم، وردوا إليهم بعضًا من المعاناة!

ليس الهدف من الامتحان أن يصرخ الطلاب أو ينتحروا.. الهدف هو قياس القدرات وتأهيلهم للجامعة، وبالمناسبة فالجامعة أكثر رحمة من ذلك، فالأستاذ الجامعى يقيس قدرة الطالب على الفهم، ومن الممكن أن يعطيه درجة على فهمه لطبيعة الأسئلة وطريقته فى الإجابة، بينما مصحح الثانوية يلتزم بنموذج الإجابة، ولا يستطيع أن يكافئ طالبًا لأنه أجاب عن سؤال صعب بطريقة مبتكرة!

باختصار، من المبكر الحكم على النظام الآن.. ولكن يمكن الحكم على المنظومة كلها بعد التنسيق.. فهى تبدأ بالامتحان وظهور النتيجة والتنسيق للجامعة.. ولابد أن تتلافى كل الثغرات فى النتيجة والتنسيق.. وهو ما ينتظره الطلاب بعد أسبوعين من الآن.. فهل يفرح الطلاب أم يصرخون من جديد؟!

 

Rochen Web Hosting