رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

علامة استفهام كبرى!

قسم : مقالات
الجمعة, 06 أغسطس 2021 13:31

 

 

عام بالتمام والكمال مر على حريق مرفأ بيروت فى 4 أغسطس.. ولكن دون الوصول إلى نتيجة تحقيق ومعرفة الجناة حتى الآن، ومازالت الصور القادمة من هناك كما حدثت أول مرة دون أن تمتد إليها يد البناء والتعمير.. وكأنها خرجت للتو من حرب عالمية أو تعرضت للضرب بقنبلة ذرية!

فقد أدى انفجار مرفأ بيروت إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة 6000 آخرين وتشريد أكثر من 300 ألف شخص وتدمير معظم أحياء وسط وشرق بيروت. وللأسف، هناك تعطيل للتحقيق الرسمى فى الانفجار.. ولاتزال التساؤلات حول كيف ولماذا حدث حمام الدم هذا دون إجابة؟!

أظن أن رائحة الفساد سوف تزكم النفوس أكثر من رائحة الحريق.. فهى التى تحاول حماية الجناة فى الحادث حتى لا تطولهم يد القانون.. فليس عُقب سيجارة ولا ماس كهرباء.. وفى منطقتنا نكون جاهزين بفرضية الماس الكهربائى وعُقب السيجارة كسبب أثير فى أى حريق يريدون التغطية عليه، ثم ينام الموضوع سنوات حتى يكشفه البعض فى مذكراته.. وقد حدث شىء مشابه فى حريق القاهرة الشهير، وظل ضد مجهول حتى مات الموضوع واختبأ الذين حرقوا القاهرة، حتى كشفهم التاريخ ولم يُقدموا للمحاكمة!

حريق بيروت سوف يعيش نصف قرن دون محاكمة مرتكبيه، أو حتى تموت الشخصيات التى تحمى مرتكبيه، أو أى من هذين الأجلين، وتموت القضية فى النهاية بموت الجناة والشهود.. إن مشهد المرفأ يجب أن تحرق ناره الأيدى التى ارتكبت الحادث وأشعلت النار فى بيروت الجميلة للتغطية على الفساد.. تقارير سياسية كثيرة وربما مخابراتية تشير إلى أن الحريق تم بفعل فاعل، وأن العدالة لن تأتى وأن الإرادة السياسية غير موجودة للمحاكمة وإظهار العدالة، والواضح أن هناك يدًا كبيرة للطرمخة أكبر من يد العدالة فى لبنان الجريح!

المثير للحزن أن كل الأيدى التى كانت تلعب فى لبنان لم يعد لها وجود فى دعم لبنان الآن.. أو إعادة إعماره أو مساعدته على تشكيل الحكومة أو تمويل بناء المرفأ، وكأنهم ليسوا هنا.. هل ينتظرونه حتى يتعافى ثم يشعلوا النار فى مكان آخر؟.. سيمر يوم 4 أغسطس هذا العام كما مر عام 2020 دون أن يتغير شىء فى المشهد، ستبقى صورة الدمار كما هى تنثر الغبار فى وجوه جميع الأحزاب والتيارات السياسية المتصارعة، لتظل تندم على ما فعلته فى لبنان.. ولكن المهم ألا يأتى العام القادم أو أى عام قادم ومازال مرفأ بيروت ينعى من بناه!.

وأخيرًا، فإن هذا الحريق المروع لا يمكن أن يكون مصادفة، ولا يمكن أن يكون ماسًا كهربائيًا أو عقب سيجارة.. ولكنه حريق مدبر بأيدى أجهزة كانت لا تستهدف المرفأ وحده، ولكن كانت تستهدف لبنان كله.. وبالتالى فإن قضية العدالة ليست رفاهية وإنما إعادة الحق لكل لبنانى شعر بالرعب ساعة الانفجار.. فمن الذى يملك هذه المتفجرات؟ وما طبيعته حتى يعطل العدالة وتقديم الجناة لمحاكمة عادلة؟!.

 

Rochen Web Hosting