رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

وعايزنا نرجع زى زمان!

قسم : مقالات
الخميس, 19 أغسطس 2021 14:39

قال الوزير خالد عبدالغفار إنه حصل على 86% في الثانوية العامة، ولم يقل إنه كان من أوائل الثانوية العامة.. والتحق بكلية طب الأسنان جامعة عين شمس.. ولو سألت جميع الوزراء عن درجاتهم في الثانوية العامة، فلن تجد منهم أحدًا حصل على 100%.. ومع ذلك نجحوا في تخصصاتهم، وأصبحوا وزراء في الدولة!

 

معناه، ليس المهم الرقم الذي حصلت عليه، المهم أن تدخل الكلية التي تحبها وتتحقق فيها، وكان يرد على انخفاض المجاميع في الثانوية، ويطمئن الناس وأولياء الأمور.. حصل «عبدالغفار» على درجة البكالوريوس في 1 مايو عام 1984، ودرجة الماجيستير في 1 ديسمبر عام 1989 في الأجسام المناعية للفيروسات بالأسنان، ودرجة الدكتوراه في 1 ديسمبر عام 1995 عن الخصائص السريرية والجرثومية والمناعية.. أيضًا طارق شوقى لم يقل إنه كان من أوائل الثانوية العامة، وليس عنده عقدة من الأوائل، ولم تكن عنده رغبة لتحطيم الأرقام، وإنما كانت عنده رغبة لإعادة القيمة والاعتبار للشهادة المصرية!

على أيامى لم يكن هناك 100%، ودخلت كلية الإعلام بـ85%.. وكان هذا المجموع محل تقدير كبير أيامها، وكان الطلاب خاصة الطالبات يبحثن عن الكتب التي ذاكرت فيها باعتبارها «فيها الوحى».. فكنت أقدم لهم كتب الوزارة فلم يصدقوا.. إنها نفس الكتب التي معهم ولكن عليها مراجعات، وآثار أقلام ملونة، كل لون يدل على المراجعة مرة واحدة.. أما كتبهم فكانت نظيفة بيضاء لم يفتحوها.. كانوا يبحثون عن نوعية الكتب الخارجية، وأسماء المدرسين الذين أخذت عندهم دروسًا خصوصية.. فلم يكن على أيامنا دروس بهذا التوحش.. ولم نكن نملك كل هذه الأموال.. وكانت الدروس عيبًا، ولا نتورط في العيب!

يبقى على الوزير طارق شوقى أن يمنع الدروس الخصوصية، ويعيد النظام كله، درجات زمان وتعليم زمان دون دروس خصوصية وسناتر، وحجز من شهر أغسطس إلى نهاية الامتحانات.. هل تعلم يا معالى الوزير أن حجز الدروس الخصوصية للعام القادم بدأ منذ أسابيع مضت؟.. إننا نريد أن يفخر الطلاب بمجاميعهم، كما كنا نفخر بلا دروس ولا كتب خارجية، ونريد أن نفخر بالمعلمين الذين يربونهم.. ويا ريت نحتفل بالمعلمين كما نحتفل بالطلاب.. فكل طالب له معلم اهتم به وأخذ بيده ليكون من الأوائل مثل أبطال الأوليمبياد، كان تكريم الأبطال مع مدربيهم!

كانت هذه الدفعة تاريخية فعلًا كما قال الوزير.. أتعبت أعصابنا وعاش الأولاد تحت ضغط الكورونا، وتحت ضغط تغيير النظام، ونجحوا بمجاميع تاريخية، وسيدخلون كليات القمة بمجاميع تقريبًا عادية بالنسبة لسنوات مضت.. كيف حدث هذا مرة أخرى؟!

وأخيرًا انتهى تعب الأعصاب وانتهت فترة الآلام، وستبقى هذه الدفعة تفخر بنجاحها وتتذكر لحظة إعلان النتيجة، وفرحتها.. المهم أن يُثبتوا أنفسهم في الجامعة، ويتفوقوا.. هذا هو الأمل بعد تجربة البابل شيت، والتابلت، وبنك المعرفة.. إنها الدفعة المؤهلة للجامعة فعلًا، بما يعنى أن التغيير حدث وممكن بالفعل!.

 

Rochen Web Hosting