رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

أزمات تخطيناها.. وأخرى لا بد أن نواجهها

قسم : مقالات
الجمعة, 03 سبتمبر 2021 10:53

 

 

تحدثنا فى المقال السابق عن الطفرة الملحوظة فى القطاع السياحى فى مصر، رغم تداعيات أزمة كورونا العالمية، وذكرنا أن عودة السياحة الروسية والإقبال العربى الخليجى على المقاصد السياحية المصرية ساهما فى تعافٍ نسبى لهذا القطاع، ولكننا مازلنا فى حاجة إلى عمل أكثر من أجل الاستفادة الكاملة من هذا القطاع الحيوى، الذى يمثل ركنًا أساسيًا من أركان الدخل القومى المصرى.

لقد تخطينا أزمات صعبة خلال السنوات الماضية، منها أزمة الطائرة الروسية التى سقطت فى شرم الشيخ، والتى اتخذت موسكو بسببها قرارًا بتعليق الرحلات المباشرة إلى مصر، وإلى المنتجعات السياحية خصوصًا، وكان اشتراطها لعودة الطيران من جديد هو اتخاذ إجراءات جادة وصارمة فى تأمين المطارات، بل كانت ترسل كل فترة وفودًا للتأكد من العمل على تلافى أخطاء تسببت أو كادت تتسبب فى كوارث.

تخطت مصر هذه الأزمة إلى حد ملحوظ، ونالت مطاراتها إشادات واسعة، وإضافة إلى أزمة أمن المطارات تخطت أيضًا مصر أزمة أمن الشارع نفسه، فبات الشارع أكثر أمنًا عن ذى قبل، خصوصًا بعد فترة التقلبات السياسية بين 2011 و2013، والتى أثرت بشكل كبير على قطاع السياحة فى مصر، فضلًا عن التطوير الحقيقى فى قطاع الطرق المؤدية إلى الوجهات السياحية.

أما عن أزمة كورونا، فعملت مصر بشكل فعّال على تهيئة الفنادق والمزارات السياحية لاستقبال ما هو متاح من أعداد وبتطبيق كامل للإجراءات الاحترازية، ولم نجد شكاوى من السائحين والزوار بخصوص هذا الأمر، وهو ما يؤكد أن الإجراءات كانت صارمة، ومقبولة وقائيًا.

لكن هناك بعض الأزمات التى لم نتخطها بعد، ونستطيع تلخيصها فى فكرة التعامل مع السائح نفسه، الذى لاتزال عليها علامات عديدة من الاستفهام!، لا سيما الشكاوى الكثيرة التى قدمها سائحون بسبب سوء المعاملة، فلابد ألا نخجل من أن نصارح أنفسنا بالتأكيد على أن عددًا كبيرًا من العاملين فى قطاع السياحة يتعامل مع السائح باعتباره فرصة هائلة للحصول على أكبر قدر من الأموال، أو ما تُسمَّى فى أدبياتنا الحياتية القديمة «البقشيش»، ربما صار له مصطلحات أخرى حاليًا لا مجال أو داعى لذكرها.

وحسنًا فعلت وزارة السياحة والآثار بعد أن أصدرت قرارًا بإنشاء الإدارة العامة لرضاء الزائرين والسائحين، من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم بالمقاصد السياحية والأثرية فى مصر، خاصة فى ظل التنافسية الشديدة بين الدول للحصول على أكبر قدر من حركة السياحة العالمية.

لقد طالبت من قبل -ومازلت ألح فى طلبى- بتكثيف تدريب العاملين فى القطاع السياحى على كيفية التعامل مع السائحين، من أجل تغيير أفكار متجذرة فى عقول البعض منذ عشرات السنين، إضافة إلى ضرورة تبنى أفكار أخرى لتقويم منظومة السياحة، من أجل الاستفادة منها.. وهذا ما سنناقشه فى المقال القادم.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.                                                 

 

Rochen Web Hosting