رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

جريمة فى «روسيا اليوم»!

قسم : مقالات
الجمعة, 03 سبتمبر 2021 10:55

 

 

لم يجد موقع قناة «روسيا اليوم» مفرًا من الاعتذار عن جريمة ارتكبها فى حق زوجين أفغانيين كانا مع طفليهما فى مطار حامد كرزاى الدولى!

كان الزوجان يحزمان حقائب السفر فى المطار، وكانا يقفان فى انتظار الإجلاء ضمن آخرين من الأفغان، ولم يكن فى الحقائب سوى الحاجات الضرورية التى يحتاجها كل مسافر لتساعده على مصاعب الطريق، ولكن موقع القناة راح يصور الأمر على غير حقيقته!

لقد نشر صورة تشير إلى أن فى حقائب الزوجين أسلحة، ولم يكن هذا حقيقة ولا حتى كان قريبًا من الحقيقة بأى درجة، والدليل أن الموقع اعتذر على الفور، عندما أثارت الصورة المفبركة صخبًا على مواقع التواصل الاجتماعى.. وهو لم يعتذر للزوجين وفقط، ولكن إحساسه بحجم الجرم جعله يعتذر لكل الذين اعتقدوا أن الصورة حقيقية، والذين أصابهم أى أذى من نشرها!

ولابد أن من حق الزوجين أن يرفعا قضية على الموقع، وأن يطلبا ما يجدانه مناسبًا من التعويض أيًا كان الرقم لأن ما نشره موقع القناة الشهيرة قد نقلهما فى لحظة من بين آحاد الناس العاديين إلى شخصين إرهابيين يمارسان العنف فى حق الناس، أو يستعدان لذلك فى أقل القليل!

لقد وقع الشعب الأفغانى ضحية خذلان إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، ثم وقع للمرة الثانية ضحية حركة طالبان العائدة إلى الحكم بعد غياب عشرين سنة، والتى لا تريد أن تميز بين عالم عاشت فيه عام ٢٠٠٠ عندما حكمت للمرة الأولى، وبين عالم آخر تعيش فيه هذه الأيام!

وكأن هذا لم يكن كافيًا، فأصبح الأفغان الذين لا علاقة لهم بطالبان ولا بالأمريكان ضحية للموقع الروسى فى مرة ثالثة!

إن خطورة مثل هذه الصور والأخبار المفبركة أن الذين يطالعونها قبل تصحيحها لا يعودون بالضرورة إلى مطالعتها بعد التصحيح، ولذلك، فالضرر يقع بالتصحيح وبدون التصحيح، والأذى يتوزع على الجميع فى كل الأحوال!.. ويبقى الدرس أن التأكد من صدق أى مادة منشورة على مواقع كثيرة أمر واجب، وعلينا أن نشك فى صواب كل مادة منشورة عليها إلى أن يتبين العكس!.

 

Rochen Web Hosting