رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

المسئولية والسلوك!

قسم : مقالات
الجمعة, 10 سبتمبر 2021 10:35

أعتقد أن القدرة على تحمل المسئولية وحتمية الإيمان بأداء الواجب قبل المطالبة بالحق هو أهم ما يغيب عن السلوك العام فى وطننا منذ سنوات بعيدة ولازالت هذه القدرة غائبة حتى اليوم عن قطاعات عريضة من المجتمع أغلبها يتحدث عن الأمانى المشروعة والأحلام الوردية من مقاعد المتفرجين وبسياط الناقدين دون أن يقدم دليلا على أنه يستشعر أهمية تحمله للمسئولية كمفتاح ومدخل للتعلق بالأمانى والاستغراق فى الأحلام.

 

وبتحديد أوضح أقول فإن ما يجرى على أرض مصر فى السنوات الأخيرة بإرادة سياسية صلبة ربما يشكل خطوة مهمة على طريق طويل سعيا للوصول إلى بوابة المعجزات ولكن بقية الخطوات ترتبط بمدى قدرة الشعب على تحمل المسئولية باستحداث سلوكيات إيجابية لدعم الإرادة السياسية وحماية كل ما يتم إنجازه من العبث والفوضى اللذين يمثلان أخطر آفات وأبرز أعراض غياب المسئولية الكامنة عند الفرد إزاء المسئولية الواجبة تجاه الوطن.

 

ولست أتجاوز الحقيقة إذا قلت: إن مصر خاضت فى السنوات الأخيرة مع حكم الرئيس السيسى تجارب صعبة بها كثير من القسوة والشدة الاجتماعية لكلفتها العالية لكن كل تجربة منها وفقا لمعطياتها ونتائجها الأولية حتى الآن تمثل تحديا للمستحيل ولن يضمن استمرارها سوى نمو وتصاعد الشعور الصادق لدى كل فرد من أفراد المجتمع بالقدرة على تحمل المسئولية فى حماية وصيانة ما تحقق على الأرض.

 

وربما يساعد على فهم ما أقول ذلك الاقتباس من مقال شهير قرأته فى طفولتى على صفحات مجلة «الاثنين والدنيا» عام 1951 للفنان القدير يوسف وهبى يقول فيه: عندما كنت أمضى إجازة العام الماضى فى أوروبا زرت لندن واستأجرت شقة مفروشة لإقامتى وما أن وضعت حقائبى فيها حتى زارنى مستأجر الشقة العليا وسألنى عن مواعيد نومى ويقظتى.. ودهشت فى مبدأ الأمر ولكننى بعد أن عرفت السبب أيقنت أن نجاح هذه المجتمعات الأوروبية فى حياتها الاجتماعية يعود بلا ريب إلى معرفة كل فرد منهم بما له وما عليه.. لقد كان سبب الزيارة والسؤال أن جارى يرغب فى تنظيم مواعيد لعب أطفاله بالحديقة بحيث لا تقع فى أوقات نومى فتضايقنى.. وهذه الواقعة يستعيدها ذهنى باستمرار كلما وقع بصرى على أوجه الفوضى فى حياتنا.

 

والخلاصة: إن نجاح الدولة من نجاح الفرد ونجاح الفرد يتوقف على سلوكه ومدى احترامه لحقوق الغير!

 

خير الكلام:

 

<< المؤرخ رجل يسير إلى الوراء ولكن المفكر رجل يتطلع إلى الأمام!

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Rochen Web Hosting