رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

خطوط حمراء!

قسم : مقالات
الثلاثاء, 12 أكتوبر 2021 19:50

            ذكريات صحفية: 11ـ لا أظن أن صحفيا ارتبط بعلاقة مع حاكم مثل التي جرت بين عبد الناصر وهيكل. وقد بدأت بقناعة شديدة من هيكل بعبد الناصر ورغبة صادقة في تقديم الكثير الذي لا يعرفه عبد الناصر لمساعدته في تحقيق رغبة الزعامة التي نمت لديه.

وبالنسبة لعبد الناصر فقد وجد في هيكل الكثير الذي يعوضه لمعرفة العالم وتلبية مطالب الحكم العديدة. ورغم وصول هذه العلاقة إلي اتصالات تليفونية لا تنقطع كل يوم، ومناداة الرئيس ناصر لهيكل باسم محمد ومناداة هيكل للرئيس باسم جمال، إلا أن براعة هيكل جعلته يحافظ علي خطوط حمراء لم يتجاوزها. من ذلك حرصه علي الابتعاد تماما عن الجيش فلم يقم ـ في حياة عبد الناصر ـ أي علاقة مع رجال الجيش وعلي رأسهم عبد الحكيم عامر، الذي لم يكتب عنه إلا بعد رحيله. وغير ذلك اختار هيكل مجموعة أصدقائه من المدنيين مثل محمود فوزي وعزيز صدقي ومصطفي خليل وسيد مرعي دون شخصية عسكرية بما في ذلك أعضاء مجلس قيادة الثورة. وبالطبع فقد أراح ذلك عبد الناصر.

وفي مواجهة الحاقدين والمتربصين به والمتطلعين لكشف أي خطيئة يرتكبها ويزيفونها إلي عبد الناصر وهم كثيرون عاش هيكل حياة مكشوفة في كل مكان يذهب إليه دون علاقات سرية أو مشاوير غامضة. ورغم ما وصلت إليه علاقات الاثنين (عبد الناصر وهيكل) فعندما فاجأ عبد الناصر هيكل وعينه وزيرا لم يستطع هيكل أن يتصل بعبد الناصر تليفونيا راجيا إعفاءه، بل كتب رأيه في خطاب بعث به إلي عبد الناصر مع الأستاذ حاتم صادق زوج السيدة هدي ابنة الرئيس مما يعني أنه في لحظة معينة في موقف معين كانت هناك خطوط غير مرئية وجد هيكل أنه لا يستطيع تخطيها. وربما ظلت في داخله حكاية رواها لنا قديما تقول إنه قال لعبد الناصر يوما: أما عندي خبر يودي في داهية. وجاء رد عبد الناصر تلقائيا وبسرعة: يوديك انت!

 

 

Rochen Web Hosting