رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

صاعقة عند رأس العش!

قسم : مقالات
الثلاثاء, 12 أكتوبر 2021 19:51

 

 

8 – مع حلول موعد الذكرى 48 لنصر أكتوبر المجيد وتعليقا على ما بدأت فى نشره كعادتى كل عام حول خواطرى وذكرياتى كما عشتها ورأيتها فى الأيام الصعبة التى أعقبت النكسة وفى أيام الأمل والترقب طوال سنوات حرب الاستنزاف وحتى زلزال العبور... تلقيت عشرات الرسائل والاتصالات ولفت نظرى أن بعض الرسائل تتحدث عن حرب أكتوبر ونقرأ نتائجها فى ذلك الذى جرى من معارك واقتحامات وعبور وصدامات خلال الثمانية عشر يوما فقط التى بدأت بزلزال العبور فى الساعة الثانية وخمس دقائق من بعد ظهر يوم السادس من أكتوبر عام 1973 وانتهت مع سريان وقف إطلاق النار مساء يوم 24 أكتوبر عام 1973.

وربما يكون صحيحا أن هذه الثمانية عشر يوما من أكتوبر عام 1973 كانت أيام الذروة والحسم والانتقام ورد الاعتبار, ولكن الحرب فى حقيقة الأمر بدأت بعدوان إسرائيل فى الخامس من يونيو عام 1967 ولم تتوقف معاركها لحظة واحدة رغم النكسة المؤلمة التى دهمتنا واستمر هدير المدافع وأزيز الطائرات وهجوم الطوربيدات من جانب مصر إلى الحد الذى شهد فيه عام 1967 ذاته ملحمتين من أعظم وأروع ملاحم البطولة والفداء تمثلتا فى معركة رأس العش وإغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات.

لقد جرت معركة رأس العش يوم أول يوليو عام 1967, أى بعد ثلاثة أسابيع فقط من إقرار وقف إطلاق النار لحرب يونيو عام 1967, فى منطقة بور فؤاد شرق مدينة بور سعيد عندما حاولت المدرعات الإسرائيلية التى احتلت شبه جزيرة سيناء بكاملها أن تقتحم هذه المنطقة فتصدت لها قوة صغيرة من رجال الصاعقة المصرية, وأجبرت الإسرائيليين على الانسحاب والتراجع بعد أن تكبدوا خسائر فادحة ليبقى هذا الشريط من أرض سيناء هو الجزء الوحيد المحرر من أرض سيناء ولتكون هذه المعركة هى نقطة البداية الحقيقية لأطول وأشرس وأروع حرب استنزاف خاضتها مصر واستمرت لأكثر من 3 سنوات حتى تم إقرار وقف شامل لإطلاق النار بموجب المبادرة الأمريكية ليلة 8 أغسطس عام 1970 وبعد أن كانت مصر قد نجحت فى قطع الذراع الطويلة لإسرائيل بعد معارك إسقاط طائرات الفانتوم بواسطة صواريخ الدفاع الجوى التى بلغت ذروتها فى يوم 30 يونيو عام 1970 الذى أصبح هو عيد قوات الدفاع الجوى.

وما بين معركة رأس العش أول يوليو عام 1967 ومعركة إسقاط طائرات الفانتوم فى 30 يونيو عام 1970 استخلصت إسرائيل الدروس وتأكدت من فشل مشروعها لتركيع مصر واضطرت لقبول المبادرة الأمريكية التى مكنت مصر – بدهاء دبلوماسى وسياسى وبحرفية عسكرية عالية – من تحريك حائط الصواريخ ليغطى كل جبهة القناة فى 10 ساعات فقط سبقت إقرار وقف إطلاق النار.

لقد كانت رأس العش هى البداية وكانت عملية تحريك حائط الصواريخ ليلة 8 أغسطس عام 1970 هى ذروة النجاح لحرب الاستنزاف والتأهل بنسبة تفوق 95% ليوم العبور المجيد.

وأظن أن السيطرة على رأس العش وإغراق المدمرة إيلات, قبل أن ينتهى العام الحزين عام 1967 وقبل أن تكمل القوات المسلحة عملية إعادة البناء, قد أعطى إشارات إيجابية فى النفوس بأننا نملك القدرة على تصحيح ما جرى إذا امتلكنا أسباب النجاح وهى ليست بالأمر المستحيل علينا!

وغدا حديث جديد

 

Rochen Web Hosting