رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ..

قسم : مقالات
الإثنين, 15 نوفمبر 2021 21:07

«وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: (انْظُرُوا، وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ)» (متى ٥:١٦).

عندما فاه يسوع المسيح بهذه الكلمات قبل أكثر من ١٩ قرنًا،‏ كان يحذِّر تلاميذه من التعاليم والممارسات الدينية المؤذية.‏

 

بردًا وسلامًا، نزل بيان بطريركية الأقباط الأرثوذكس بتوقيع قداسة البابا تواضروس الثانى على قلوب المصريين جميعًا، بيان البطريركية محق فيديو الهارب زكريا بطرس، وبدّد السحب الداكنة، وعاد المصريون يبادلون بعضهم البعض حبًّا بحب.. فُطروا على المحبة.

 

غضب الأقباط كان أشد، وحزن الأقباط مما تَتَرّى فيه الكاهن المشلوح كان عميقًا، والمفاجأة أنه فيديو قديم، منذ ١١ سنة، وجرى إحياؤه من مرقده فى «يوتيوب» فى هذا التوقيت لأسباب، سيُكشف عنها النقاب تاليًا.

 

لا شىء مصادفة، ولا مصادفة قبيل عيد الميلاد المجيد، ولا يُهمل فيديو حقير هكذا يعكر صفونا دون تنقيب عن خلفياته، تشيير الفيديو عمل ممنهج ومقصود، أقرب إلى قنبلة دخان مُحرَّمة وطنيًّا.

 

كفانى القول المستشار نجيب جبرائيل، فى رسالة كاشفة، تفيض حكمة ومحبة ووطنية، يقول: الآن تأكدت أن مصر مستهدفة مما نُشر، أمس، عبر تداول فيديو للقمص زكريا بطرس- الذى يعيش فى أمريكا، والمستبعد تمامًا من الكنيسة القبطية، والذى لا يمثلها، بل لا يُسمح له بدخول أى كنيسة قبطية فى أمريكا أو غير أمريكا- ذلك الفيديو الشرير الذى أغضب ليس إخوتنا المسلمين، بل الأقباط.

 

وأعتقد أنه لا يوجد مسيحى قبطى واحد على أرض المحروسة، بل فى كل كنائس مصر فى أوروبا وأمريكا إلا وكتب مستنكرًا وغاضبًا، ولا أبالغ أن يكون غضبه ممزوجًا ألمًا مع أخيه المسلم، وتُوِّج هذا الغضب بلمسة حانية بخطاب بطريركية الأقباط الأرثوذكس، الذى يمثله قداسة البابا تواضروس الثانى، باستنكار الكنيسة هذا الخطاب العدائى، الذى يبتعد كل البعد عن تعاليم السيد المسيح.

 

وأعتقد بدون خطابات وبيانات الاستنكار التى صدرت من المسيحيين، فإخوتى المسلمون يعلمون تمامًا مشاعرنا تجاه بعض وتجاه محروستنا مصر، التى ليس لنا وطن آخر سواها.

 

لابد قبل أن نفكر غاضبين مما أذاعه زكريا بطرس، وطبعًا لنا كل الحق فى غيرة كل واحد على دينه، لابد أن ندرك أمرًا خطيرًا تعالوا نحلل ونفهم أبعد ما وراء هذا الخطاب الكريه.

 

هذا الفيديو منذ ٦ أكتوبر عام ٢٠١٠، أى مضى عليه أكثر من أحد عشر عامًا، لماذا يُتداول الآن، ولماذا تحديدًا بعد أيام قليلة من اجتماع بيت العائلة المصرية، فى وجود الشيخين الجليلين، الإمام الأكبر وقداسة البابا، معًا فى صورة تقطر محبة؟.

 

وأيضًا لماذا استحضار زكريا بطرس ليشتم فى رسول الإسلام، والدولة المصرية انتهت من تقنين أوضاع ٢٠٢١ كنيسة بعدد سنين السنة الجديدة، وقبل أن تبدأ السنة الجديدة يخرج زكريا بطرس يشتم المسلمين.. ليه؟.

 

لن أُحدثكم عن المواطنة وكيف تتحقق، ولا مشاعر الأقباط بعد تحقيق المواطنة على يدى الرئيس السيسى، والتعاطى مع حقوقهم بأريحية وطنية، قبل السيسى كأن الأمر مختلفًا.. وسيزور الكاتدرائية فى عيد الميلاد كما عوّدنا.

 

عرفتوا يا مصريين سبب انتشار هذا الفيديو القديم واللعين على مواقع التواصل الاجتماعى ومَن وراءه ومَن المستهدف؟ لعل اللبيب بالإشارة يفهمُ بضم الميم.

Rochen Web Hosting