رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

يحيا الانبطاح

قسم : مقالات
الجمعة, 17 ديسمبر 2021 10:12

حتى كلمة لأ أو عيب أو غيرهما من كلمات التعبير عن الاحتجاج والمرارة، هذه الكلمات لايجوز أن ننطق بها فالحصار أصبح شديدا، وقاموس الكلمات الممنوعة قولها يتسع وعلينا أن ننبطح للفن الهابط ونسلم بأنه المستقبل الذى يجب أن نستقبله بالبهجة والسرور وإلا فنحن متخلفون ولا نستحق الحرية التى نعيشها. كلمة آه أصبحت مرة وعلينا أن نبتلع كلمات الحشيش والجنس وقلة الأدب ونصرخ من أعماقنا الله غير مدركين أن الله جميل يحب الجمال والطهارة والعفة، وقد كانت أغانينا لفترة تتصيد المعانى الجميلة والكلمة الحلوة. كانت شادية تغنى أنا حبعت روحى تهيم حواليك علشان تفتن لى عليك. بتكلم مين وتبص لمين. وكانت شريفة فاضل تغنى: فلاح كان فايت من جنب السور، شفنى وأنا باجمع كام وردة فى طبق بنور، على بال ماعنيه التفتوا له كان عدى وفات. وكانت سعاد محمد تغنى: وحشتنى عدد نجوم السما. وحشتنى عدد كلام الهوى. وحشتنى أكتر وأكتر واحنا سوا. وكان كارم محمود يغنى: سنين فاتت وأنا خالى أنادى الحب وأتمناه. وادينى عرفته وبقالى أمل فى الدنيا ومستناه. وأغنيلك ياليل ياليل ترد عليه نجوم الليل تقوله كمان من الأول. وكان سمير الإسكندرانى يغنى: مين اللى قال إن الزمان مالهوش أمان ياعينى، دى قلوب الناس هى اللى ورا غدر الزمان ياعينى

 

وغير ذلك مئات الأغنيات العادية كانت للكلمة فيها معنى جميل يلهم الملحن وبعد ذلك يأتى الصوت مما يعنى أن الكلمة فى الأغنية هى الأساس. ومن يتابع مسابقات المغنين فى قنوات التليفزيون يروعه جمالها فى التقليد وقد بحثت فلم أجد لهذه الأصوات أغانى خاصة لأننا أصبحنا نفتقد الكلمة الحلوة. ومايتم إنتاجه عبارة عن زبالة للأغانى التى أطلقنا عليها أغانى المهرجانات بقبحها وركاكتها وسخافتها وعلينا أن نتجرعها ساكتين حتى لا نتهم بالجهل وحبس الحريات. علينا أن ننبطح ونحن ساكتون حتى لا نتهم بأننا نحارب الحرية وليحيا الانبطاح ويسقط كل مدافع عن الجمال!

Rochen Web Hosting