من خلال متابعتى لوقائع «أسبوع الصعيد» ازداد يقينى بأن المصارحة بالحقيقة مهما كانت مرارتها تمثل ضرورة لازمة فى تلك المرحلة الهامة من تاريخ مصر التى يقود فيها الرئيس السيسى أضخم عملية إصلاح وتصحيح من أجل سد الثغرات وتقريب المسافات بين الحكومة والشعب فى إطار فهم صحيح عبر عنه الرئيس السيسى بكل صراحة قائلا: «إن إصلاح التجربة المصرية لا يعنى أن من سبقونا كانوا سيئين».. وتلك شهادة عادلة تحمل معنى الوفاء والتقدير لتاريخ هذا البلد العظيم الذى أستبيح فى السنوات العجاف من أجل تشويه كل زعماء مصر السابقين حتى تتهيأ الأجواء لاختطاف مصر وتغيير هويتها لحساب تمكين القوى الفاشية من ركوب سدة الحكم!

إن مثل هذه اللقاءات المباشرة والحوارات الصريحة بين الرئيس السيسى ومن التقاهم فى أسبوع الصعيد أكدت صحة ما كنت أردده على مسامع القريبين منى بعد عواصف الفوضى عام 2011 من أن مصر تحتاج فى هذه الظروف العصيبة إلى قائد غير تقليدى لديه القدرة على البت والحسم مستلهما قراراته من معرفته بما يدور فى أذهان الرأى العام ومن حسابات دقيقة لحجم ما يعرفه عن الطاقات الكامنة فى جوف هذا الشعب لأن الأوقات العصيبة فى تاريخ الأمم والشعوب لا تحتاج فقط إلى الحساب الدقيق وإنما تحتاج أيضا إلى رؤية الأمل والاستمساك به مهما بدا أنه صعب أو بعيد!

وأقول صراحة – وليست لدى معلومات ولكنه مجرد اجتهاد – إن الرئيس السيسى لو تعامل مع الظروف العصيبة التى واجهتها مصر بآليات وأرقام الحساب الدقيق فقط لما تقدم خطوة واحدة إلى الأمام حيث كانت الأمور لا تبدو فقط مستحيلة وإنما استحالتها شبه مطلقة.. وهنا تبدو أهمية أن يكون قائد المسيرة جسورا لا تقف أمامه عقبات وليس مغامرا يبحث عن ضربات وخبطات تغازل المشاعر فقط.. وما أبعد المسافة بين المصلح الحقيقى والمغامر الحالم!

تبقى كلمة أخيرة وهي: إن تلخيص كل ما حدث فى «أسبوع الصعيد» يصل بنا إلى القول بغير تجاوز: إن يقين المصريين قد ازداد وتعمق بأنهم فى أمانة وعنق رجل يرى الأمور على حقيقتها ثم يضيف إليها من رصيد خبراته الميدانية ما يوفر له قدرات إضافية تمكنه من الذهاب إلى تحدى المستحيل.

خير الكلام:

<< حين سكت أهل الحق عن تعرية الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق!