رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

الإعلام فى قفص الاتهام!

قسم : مقالات
الخميس, 17 نوفمبر 2022 12:44

الإعلام دائمًا محل اتهام في الدول التي تكره الإعلام فقط.. فهم لا يريدونه أن ينقل الأخبار ولو بشكل مجرد.. ويفسرون كل شىء على أنه انتقاص من مكانة الدولة، وأنه إعلام عميل وصحافة مستأجرة.. ولا يريدونه أن أن ينقل أخبار صحة المسؤولين.. مع أنها أخبار عادية.. مثلًا عندما نقل سيرجى لافروف إلى المستشفى في بالى، ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤولين إندونيسيين قولهم إن لافروف عولج «من مرض في القلب»، قالت وزارة الخارجية الروسية إن ما تم تداوله «تقارير وهمية» وأكاذيب، وأن لافروف لا يعانى من أزمة قلبية، ولكن يجرى فحوصًا طبية عادية!.

 

ومن جهته، أكد محافظ بالى أن لافروف «خرج من المستشفى بعد إجراء فحوصات طبية له»، مضيفًا أنه بصحة جيدة، وبعد خروجه من المستشفى صرح لافروف قائلًا: «أنا جاهز لحضور قمة العشرين». ووبخ لافروف الصحفيين الغربيين لما وصفها بأنها تقارير كاذبة!.

والسؤال هنا: هل هم لا يريدون للإعلام أن يقوم بدوره في نقل الأخبار؟.. هل هم لا يريدون أن يسألهم أحد عن تقرير الحالة الصحية؟.. هل واقعة الانتقال إلى المستشفى حدثت أم كانت مفتعلة؟.. فكيف لو تحدث الإعلام عن شىء لم يحدث؟.. وكيف لو تحدث عن أسعار النفط والأرز والبطاطس؟.. هي هى أخبار تمس الأمن القومى؟.. وهل هي موجهة للرئيس الروسى شخصيًا؟!.

هذا لافروف يقول للصحفيين الغربيين إنهم يكتبون كذبًا على مدى عشر سنوات، وإن بوتين بصحة جيدة ولافروف ليس عنده أزمة قلبية ولا أي شىء، وإنه جاهز لقمة العشرين.. وكل الحضور تمنوا له الشفاء والعودة للاجتماعات.. بعضهم فسر المرض بأنه هزيمة سياسية!.

المهم أن لافروف أعطى درسًا للصحفيين، قال فيه: «هذا نوع من الألعاب ليس بجديد في الساحة السياسية. الصحفيون الغربيون بحاجة إلى أن يكونوا أكثر صدقًا، عليهم أن يكتبوا الحقيقة».. وأنا شخصيًا لا أعرف ما هي الحقيقية؟.. لقد قالوا إنه نقل إلى المستشفى للعلاج من أزمة قلبية.. هل كان عليهم ألا يذكروا أنه نقل للمستشفى، وأنه بصحة جيدة؟.. هل الإشارة للأزمة القلبية هو المشكلة، ولو قالوا بسبب الإجهاد لكانوا صادقين؟!.

لماذا أصبح الإعلام متهمًا على هذا النحو في كل مكان؟.. لماذا أصبحت الصحافة محل شك وتربص؟.. مع أن الصحافة تقوم بدورها الإنسانى والوطنى؟!.

أعرف أن الصحافة عندما تكون طرفًا في مشكلات بين الشرق والغرب سوف ينظر إليها بعين الشك والريبة، خاصة من جانب الشرق.. فالصحافة نفسها تكتب في كل شىء في الغرب دون أن تتهم بالعمالة أو تتهم بالتربص أو التخابر!.

وليس هناك قضية تخشى من الاقتراب منها، ولا تعرف أي محاذير تتعلق بالأمن القومى إلا ما يتعلق بالمصلحة العليا للوطن، ومع ذلك تناقشه وتطرحه للبحث وتفتش فيه دون أن يمسها أحد بسوء، ولا تهتم بأى شىء على حساب الحقيقة.. ولذلك أصبحت الصحافة سلطة رابعة، لا تقل عن السلطة التشريعية والسلطة القضائية!.

 

Rochen Web Hosting