رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

البوابة الإنسانية

قسم : مقالات
الأربعاء, 01 مارس 2023 19:18

حضرت مصر إلى سوريا وتركيا عبر البوابة الإنسانية، وزار وزير الخارجية المصرى كلًّا من دمشق وأنقرة والتقى مسؤولين كبارًا من كلا البلدين، وفتح الباب أمام نفس السؤال الذى تكرر مع زعماء آخرين: هل سيغير المدخل الإنسانى معادلات السياسة ويعيد العلاقات بين البلدين؟؟


لقد استقبلت تركيا عقب الزلزال المدمر وزير خارجية اليونان الذى تابع جهود الإنقاذ التى قامت بها الفرق اليونانية التى هرعت إلى تركيا للمساهمة فى إنقاذ الضحايا، وهو ما دفع وزير خارجية تركيا إلى القول «إن الجار الجيد يظهر فى وقت الشدة».

لقاء وزيرى تركيا واليونان خطوة للأمام والحديث الودى الذى دار بينهما خطوة أخرى فى اتجاه تطبيع العلاقات بين البلدين رغم تباين وجهات النظر فى العديد من الملفات، ولولا مأساة الزلزال لما تمت هذه الزيارة للوزير اليونانى.

وتكرر نفس الأمر بالنسبة لزيارة وزير الخارجية المصرى، فقد أكد على «دعم مصر لإخوانها فى تركيا فى مصابهم الأليم» وأكد على رغبه البلدين فى تطوير علاقتهما الثنائية، وهو ما أكده الوزير التركى أيضًا.

أما بالنسبة لزيارة دمشق فقد عبر سامح شكرى عن نفس مشاعر التضامن الإنسانى تجاه الأشقاء فى سوريا وأن مصر ستقدم المساعدات التى ستطلبها الحكومة السورية وفق الأولويات التى تحددها.

أزمة سوريا أن الانقسام السياسى لا يزال هو سيد الموقف، لأنه فصل بين أبناء الشعب الواحد حتى فى وقت الزلزال، وأن المطلوب أن تصل المساعدات لكل السوريين فى كل المناطق دون تمييز، وأن ما يصل للشمال السورى يجب أن يرسل إلى باقى المناطق، وما يصل إلى الحكومة السورية لابد أن يوزع بالتساوى على كل المناطق وفق احتياجاتها وليس وفق توجهها السياسى.

صحيح أن الوزير المصرى فى «زياراته الإنسانية» لم يتطرق إلى أى مسار سياسى فى سوريا كما حدث فى تركيا، وهو يعنى أن مصر لا تزال حذرة بالنسبة لعودة سوريا لجامعة الدول العربية دون أن تغلق الباب أمام تلك العودة لأنها خطوة سيحددها أيضًا موقف دول عربية أخرى مؤثرة وحليفة لمصر.

يقينًا «البوابة الإنسانية» هى مدخل لتحسين العلاقات بين الدول دون أن يعنى ذلك حل كل المشاكل أو التباينات العالقة بين الجانبين، فلا يزال الخلاف بين مصر وتركيا حول غاز شرق المتوسط لم يُحل.

كما لا يزال التباين حول ليبيا قائمًا بين القاهرة وأنقرة، بالمقابل فإن كلا البلدين متفاهمان حول ضرورة إيجاد حل سلمى للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان، كما أوقفت تركيا بث أى قنوات تحريض ضد مصر، وأكدت على عدم تدخلها فى الشأن الداخلى المصرى.

ستبقى البوابة الإنسانية خطوة نحو تحسين العلاقات، وربما عودتها بشكل طبيعى مع كلتا الدولتين ولكن دون أن يعنى ذلك التطابق الكامل فى الرؤى والتوجهات.

 

Rochen Web Hosting