رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

عما جرى فى ٦ يناير؟!

قسم : مقالات
الأربعاء, 22 مارس 2023 12:37

فى حياة الأمم توجد أيام يحدث فيها العجب الذى هو مدهش خاصة إذا وقع فى الولايات المتحدة. فى ٦ يناير ٢٠٢١، سار حشد عنيف من الحاضرين، بعد سماع الرئيس ترامب يتحدث بالقرب من البيت الأبيض، إلى مبنى الكونجرس، وشقوا طريقهم متجاوزين المتاريس وخطا من ضباط الشرطة واقتحموا المبنى، وقاطعوا التصديق على فوز الرئيس بايدن. المشاهد التى خرجت إلى الأمريكيين لم يكن فيها ما يسعد البصر ولا يترك منها إلا الحسرة على دولة كانت لديها ثقة كاملة فى مؤسساتها فإذا بها تدخل إلى مرحلة غير مسبوقة تضع مستقبل أمريكا، والديمقراطية، وربما العالم فى موضع تساؤل.

 

 

الهزيمة فى الانتخابات الرئاسية أو غيرها ليست من الأمور التى تبعث على السرور؛ والفوز فيها على ما يشكله من سعادة إلا أنه فى الأول والآخر سوف يكون موضع اختبارات أخرى أمام الأمة وأمام التاريخ. ما حدث فى ذلك اليوم العجيب أن الجمهور الأمريكى أخذ فى مهاجمة نواب الأمة، محطما أثاث الكونجرس ونوافذه بينما سكان السلطة التشريعية يختفون تحت المقاعد. لم يكن سخط الجمهور على نتيجة الانتخابات فقط، وإنما على النظام الانتخابى الذى سمح بالتزييف للأصوات من مرشح إلى آخر.

القصة لم تنته فى ذلك اليوم، فرئيس الدولة آنذاك دونالد ترامب ظل طوال الفترة التالية مصمما على أنه فاز فى الانتخابات؛ ومن فرط ثقته خلق تيارا أمريكيا بات معروفا بالمنكرين لنتيجة الانتخابات وفوز جوزيف بايدن. باختصار فإن التيار ينكر شرعية الرئيس الحالى، ومعه شرعية الطريق الذى استخدمه للوصول إلى البيت الأبيض. المنتظر الآن أن ما حدث فى هذا اليوم العجيب مازال يظلل الحياة السياسية الأمريكية، فهو منشأ انقسام هائل فى الطبقة السياسية بين المؤيدين والرافضين، الجمهوريين والديمقراطيين؛ ولكنه فوق ذلك بات قاسما الحزب الجمهورى بين جماعة ترامب وهى ليست قليلة، وجماعات أخرى تجد صعوبة كبيرة فى معارضة الرئيس السابق.

Rochen Web Hosting