منذ سنوات زرت الهند فى زيارة طويلة بدعوة من الحكومة الهندية ويومها سمحت لى السلطات أن أزور أول مفاعل نووى هندى فى مدينة مدراس وكانت الهند قد دخلت موكب السلاح النووى فى العالم ويومها علمت أن الهند بدأت مشروعا ضخما للإنتاج الصناعى وقد رأيت رئيسة الوزراء أنديرا غاندى تقود بنفسها سيارة هندية صغيرة كان اسمها امباسادور .. كان الشعب الهندى يعانى ازمات حادة فى قضية الأمن الغذائى امام الزيادة الرهيبة فى عدد السكان ورغم المساحات الكبيرة من الأراضى فى شبه القارة الهندية إلا إنها اتجهت للصناعة لأنها الوسيلة الوحيدة لزيادة الدخل.. وفى الأسبوع الماضى أعلنت الهند أن صادراتها من التليفون المحمول وصلت إلي١٠ مليارات دولار وهناك خطة لأن تصل إلى ١٢ مليار دولار ومن بين الدول التى تستورد التليفونات الهندية أمريكا والإمارات العربية وإيطاليا وقد أصبحت الهند تنافس الصين فى إنتاج التليفون أيفون الشهير وفى الهند الآن صناعات متقدمة فى مجال الاتصالات والتكنولوجيا المتقدمة والسلاح.. واستطاعت الهند من خلال إنتاجها الصناعى المتقدم أن توفر حياة كريمة لشعبها رغم الزيادة السكانية الرهيبة وفى دول الخليج يعيش ملايين الهنود الذين يحولون إلى بلادهم مليارات الدولارات كل عام.. لقد أثبتت التجارب أن الصناعة هى الباب الحقيقى للرخاء وإنها أفضل الطرق للتصدير والإنتاج وزيادة الموارد والقضاء على الفقر وتوفير حياة كريمة للشعوب.. إن تجارب دول آسيا فى الصناعة يجب أن تكون هدفا لدول أخرى تعانى ظروفها الصعبة وأكبر دليل على ذلك ما حدث فى الصين والهند وسنغافورة وكوريا الجنوبية والشمالية واليابان فقد أصبح الإنتاج الصناعى أفضل وسيلة لزيادة الموارد ورخاء الشعوب.. كانت الهند ودول أخرى تعانى ظروفا اقتصادية وإنسانية صعبة ولكنها استطاعت أن تقاوم الفقر والأمراض وتدخل فى سباق مع العصر وتحقق أهدافها فى التنمية وتواجه مشاكلها بسياسات واعية ومدروسة بعيدا عن الارتجال والعشوائية ولهذا لحقت بركب التقدم وأصبحت تصدر سلعة واحدة من إنتاجها هى التليفون المحمول بعشرة مليارات دولار .