رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

المتحف وآثارنا ومن يسيئون إلى تاريخنا

قسم : مقالات
الأحد, 16 أبريل 2023 22:10

لا أجد بداية أفضل من تهنئة للمصريين بأعيادهم الإسلامية والمسيحية جعلها الله أياما أكثر رحمة بهم وتخفيفا عليهم واستجابة لدعائهم ورجائهم فى فك كروبهم وأوجاعهم وأرجو ألا تكون سطورى تضيف إليها عندما أذكرهم بمن يريدون الخلط بين حفظ واحترام الهوية والرموز الوطنية بالاستجابة لنداءات ودعوات إعادة بناء متحف بورسعيد القومى فى مكانه وحيث احتضن موقعه مئات من شهداء مقاومة العدوان الثلاثى وأحيى المنصة التى أطلقها شباب بورسعيدى من أحفاد المناضلين تأييدا لبناء المتحف وأرجو أن تشرفونى بقبول عضويتى فى حملة بناء المتحف وآسف أشد الأسف عن الخلط بين هذه الحملة الوطنية وبين إهانة المدينة الباسلة بإعادة إثارة إرجاع تمثال الأفاق ديلسبس الى مدخل قناتها ذلك التمثال المهين بكل ما يرمز إليه من تاريخ استعمارى ولكن حفظا لوقائع التاريخ مهما كان بها من جرائم فقد قررت القيادات الوطنية وضعه فى متحف الإسماعيلية, حيث أقيم متحف بالبيت الذى كان يقيم به ديلسبس والى جانبه ملخص بجرائمه التى ارتكبها فى حفر القناة من أجل تحقيق الأهداف الاستعمارية لبلاده! وقد فضلت أن أنسب رغبات إعادة التمثال المهين الى جهلهم بتاريخ صاحبه لا إلى ما قيل عن إغراءات مالية من أتباع وأعوان الشركة الفرنسية التى حولت نفسها الى مالكة للقناة ودولة داخل الدولة. ولقد أكدت وسأظل أؤكد أن من يعرفون التاريخ الحقيقى لديلسبس ومن ينتمون الى جذور أبناء وأحفاد نضال المدينة لا يقبلون المساومة على تاريخها بأموال الدنيا وتذكرت ما جاءنى من الكاتب والمفكر الكبير .د. أحمد يوسف عن شهادة من وزير أسبق لخارجية فرنسا ثم وزيرا لثقافتها ورئيسا لثقافتها ورئيس معهد العالم العربى بباريس ـ الوزير جاك لانج ونقلا عن المفكر الكبير .د. على الحفناوى أن الوزير المثقف الفرنسى الشهير عندما قام بكتابه مقدمة للدراسة التاريخية الرائعة لوالده .د. مصطفى الحفناوى عن تاريخ حفر القناة منذ أجدادنا القدماء ففكرة حفرها لا تعود لديلسبس الذى نفذ فى الحفر واحدة من اكبر عمليات السخرة فى التاريخ واستشهد فيها أكثر من 120.000 فلاح وعامل مصرى بالجوع والعطش والضرب بالسياط واستغلها فى خداع الخديوى ونهب خزانة مصر واعلان إفلاسها وفاء بالديون التى تراكمت عليها وقام الوزير الفرنسى بتحية جرأة وقدرة رسالة أ.د الحفناوى فى اظهار حقائق التاريخ وجرائم ديلسبس أمام لجنة مكونة من اكبر أساتذة التاريخ والقانون فى جامعة السوربون بفرنسا وكانت الرسالة أهم سند لتأميم الرئيس عبدالناصر لقناة السويس وإظهار جرائم ديلسبس وبما يؤكد أنه لا يدعو لإعادة تمثاله الى مدخل القناة إلا جهلاء بالحقائق التاريخية ويرتكبون جريمة لا تقل خطورة هى إهانة تاريخ بلادهم ودماء شهدائها وتشويه تاريخ نضالها بوضع تمثال لواحد من أسوأ من أساءوا إليها وأدين بجرائم فساد فى بلاده ومات فيها محكوما عليه وعلى ابنه بالسجن!.

 

 

وأتمنى أن أعرف رأى من يدعون لإعادة تمثال الأفاق ديلسبس إلى مدخل قناتنا فى تمثال آخر ضخم تضعه اكبر جامعات فرنسا فى مدخلها يضع فيه العالم الفرنسى شامبليون الذى قام بفك رموز اللغة المصرية القديمة قدمه على رأس الملك رمسيس وبدلا من الاستجابة للمطالبات برفع التمثال المهين لمصر ولحضارتها العظيمة القديمة وضعوا مستنسخا منه فى مدخل جامعة فرنسية أخرى! وبالأمس القريب وكما جاء بالأهرام الأحد الماضى وفى محاضرة ألقاها عالم الآثار المصرية .د. زاهى حواس فى افتتاح معرض رمسيس وذهب الفراعنة بباريس تجددت أحدث دعوة لرفع التمثال الذى يسيء لحضارتنا ولملك من أعظم ملوكنا العظام القدماء كما طالب .د.حواس بضرورة إعادة القبة السماوية المعروضة حاليا بمتحف اللوفر إلى بلادها ليعاد وضعها بموطنها الأصلى فى معبد دندرة بمحافظة قنا ومنذ شهور قليلة كانت الدعوة لإعادة حجر رشيد الذى كان مفتاح الكشف عن اللغة والحضارة المصرية القديمة.

◙ هل تمثال ديلسبس والذى نعلم أولادنا فى مدارسنا وفى كتب التاريخ أن خداعه لعرابى كان السبب فى احتلال الانجليز لمصر أهم من إطلاق حملات قومية لاستعادة ما سرق من أعظم آثارنا ومن أهمها رأس نفرتيتى فى ألمانيا والتى تمثل هذه الآثار المسروقة أهم أقسام اكبر متاحف الدنيا وخاصة فى متحف اللوفر بفرنسا ... ألا يجب أن يخجل أصحاب إعادة وصمة تمثال ديلسبس الى مدخل قناتنا ...؟! والتى كان المخطط الاستعمارى للسيطرة عليها أن يمتد إلى الأبد ولا ينتهى بانتهاء 99 عاما كما تحدد فى شراك الاتفاقيات والخداع لمصر وكان من أهم من كتبوا ونبهوا لهذا الخداع للشركة الفرنسية وامتداد سيطرتها إلى الابد والتخطيط لامتداد سيطرتها على القناة الرائد الاقتصادى العظيم طلعت حرب .

◙ إلى جميع من تضرب أصولهم فى جذور الوطنية والبطولات والمقاومة المصرية للاستعمار بجميع صنوفه وأشكاله ودوله اجعلوا حملتكم الرائعة لإعادة بناء متحف بورسعيد القومى جزءاً من حملة أكبر لاستعادة ما سلب ونهب من آثارنا وكنوزنا وللتخلص مما يسيء إلى حضارتنا وتاريخنا ومن بينها ما يحدث الآن لإعادة تمثال الآفاق ديلسبس، ولإزالة التمثال المهين الذى يوجه أسوأ طعنة لحضارتنا القديمة وشامبليون يضع حذاءه على رأس أعظم ملوكنا القدماء فى مدخل جامعة السوربون والذى رفضت محاولات رسمية وشعبية للتخلص منه؟!! ورغم انهم يتدفقون الآن بمئات الآلاف فى عاصمتهم بحثا عن تذكرة لإلقاء نظرة على 181 قطعة أثرية ذهبية من آثار الفرعون العظيم رمسيس وذهب الفراعنة ـ أجدادنا العظام الذين يواصلون منذ آلاف السنين دعم عظمة تاريخ واقتصاد وسيادة أحفادهم الذين ستظل شهادة التاريخ شاهدة على عظمتهم ومهما عصف بهم من ظروف وأحوال اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية وإنسانية قاسية عليهم.

Rochen Web Hosting