رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

الرسالة (١)

قسم : مقالات
الأحد, 30 أبريل 2023 21:23

فيلم الرسالة، الذى كان اسمه فى البداية محمد رسول الله، «ص»، كان حلمًا للمخرج الراحل الكبير مصطفى العقاد، الذى جمعنى به الكثير والكثير من الجلسات أثناء مهرجان القاهرة السينمائى ومهرجان الإسكندرية السينمائى.

 

وحكى لى العقاد عن بداية المشروع وفكرته وكيف بدأ وأنه كان يحلم بإنتاج مسلسل عن سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام، بنسختين عربية وإنجليزية، وعندما سألته لماذا نسختان بممثلين مختلفين، فمن الممكن أن يكون ممثل واحد، وتتم ترجمته أو دبلجته؟!.

فأجابنى بأنه كانت لديه رؤية بأنه يجب أن يقوم الممثلون الأجانب بأداء الفيلم لأن لهم شعبية ومصداقية لدى شعوب أوروبا والأمريكتين وحتى يستطيع أن يصل بمضمون الفيلم وعظمة شخصية سيدنا محمد، «ص»، إلى العالم بأسره لما لهؤلاء الفنانين من شعبية، مثل الفنان أنتونى كوين.

وبناءً عليه، حدد مصطفى العقاد مشواره فى إنتاج العمل على محورين: أن يتم إنتاج نسخة باللغة العربية، وتكون من بطولة الفنان عبدالله غيث ومجموعة كبيرة من كبار الفنانين العرب والمصريين ونسخة باللغة الإنجليزية من بطولة أنتونى كوين ومعه مجموعة كبيرة من الفنانين، منهم إيرين باباس ومايكل إنسارا وغيرهم من الفنانين، وروى لى الفنان الكبير عبدالله غيث، رحمه الله، كيف أن أنتونى كوين كان يطلب منه أن يقوم بأداء تصوير المشهد أولًا باللغة العربية حتى يراه.

ثم يقوم هو بعد ذلك بأدائه، فسأله عبدالله غيث عن السبب، فقال له أنتونى كوين: «إنى أستلهم منك روح الشخصية»، وهنا شعر عبدالله غيث بأنه كان ملهمًا لأنتونى كوين فى أدائه لدور حمزة بن عبدالمطلب، عم الرسول، صلى الله عليه وسلم.

وحكى لى مصطفى العقاد أن الممثل الذى قام بدور «وحشى»، الذى قتل «حمزة» كان كهربائيًّا بالفندق، ورأى العقاد أنه يحمل عينين حادتين ووجهًا ذا ملامح عنيفة، وسأله: تحب تمثل؟!.

ووافق.. وقاموا بعمل الماكياج له، وعندما جاء وقت تصوير مشهد اغتيال «حمزة» كان هناك بعض المتحاربين، والمفروض أن يتسلل هو من بينهم، ويطلق الرمح، وكان يحاول أن يمر، ولا يستطيع أن يمر بينهم، وتمت إعادة اللقطة ثلاث مرات، وسألهم المخرج: لماذا لا تدعونه يمر؟!، فقالوا: حتى لا يقتل «حمزة»!!.

وفى مشهد آخر أثناء تصوير معركة أُحُد، المفروض أنه بقرار من الرسول، صلى الله عليه وسلم، يتم الانسحاب، ولقطة الانسحاب تمت إعادتها عشر مرات، فعندما كان يتم إطلاق إشارة الانسحاب للمجاميع لا ينسحبون، وعندما سألهم المخرج الأستاذ مصطفى لماذا لا تنسحبون؟!، قالوا: نحن مسلمون.. ما ننسحب!.

 

Rochen Web Hosting