يحتفل العالم كل عام في يوم 11 أكتوبر بـ اليوم العالمى للفتاة، وهو اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة للاحتفال بالفتيات، لتسليط الضوء على قضايا وحقوق الفتيات حول العالم، وفي هذا التقرير نسليط الضوء على ابرز التحديات والتجاوزات التي تعرضت إليها الفتيات في مصر.

اليوم العالمي للفتاة ، تعرضت الفتيات على مر العصور للعديد من التجاوزات في حقها، والتي يمكن ان تحرمها من أحقيتهم في ممارسة حياتهم بالشكل الطبيعي، وهو الأمر الذي يتسبب في أضرار نفسية للفتيات في هذه المرحلة العمرية، والذي يمكن أن يجعلهم يفكرن في إيذاء انفسهن، أو حتى ولادة مشاعر الكره بداخلها تجاه كل من قام بظلمها.

وفيما يلي أبرز التجاوزات التي تتعرض إليها الفتيات، بمناسبة اليوم العالمي للفتاة، وأبرزها:

1- الزواج المبكر:
وعلى الرغم من ان السن القانوني للزواج في مصر للفتيات هو 18 عاما، إلا أن مشكلة الزواج المبكر مازلت قائمة بشكل كبير ومنتشرة في القرى والأرياف، وقد أعلنت وزارة الصحة والسكان مؤخرًا أن 11% من الفتيات المراهقات من سن 15 إلى 19 عامًا متزوجات حاليًا أو سبق لهن الزواج، وواحدة من كل 20 فتاة فى الفئة العمرية من 15 إلى 17 عامًا متزوجة.

وذكر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء في آخر إحصائيات إلى ان عدد الإناث المتزوجات فى فئة العمر "10 – 17 عاما" بلغ نحو 111 ألف حالة بإجمالى الجمهورية خلال 2017، منهن 18.5 ألف حالة فى الحضر بمعدل 6.6 فى الألف من إجمالي عدد الإناث فى تلك الفئة العمرية بالحضر، ونحو 93 ألف حالة بالريف بمعدل 22.1 فى الألف من العدد الإجمالى للإناث فى تلك الفئة العمرية بالريف.

أما بالنسبة لمشكلة الزواج المبكر حول العالم، فقد ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" في آخر احصائياتها، على أن 12 مليون فتاة يتزوجن تحت سن 18 عاما.

2- الختان:
كانت ومازالت ولكن بشكل أقل مشكلة ختان الإناث تهدد الفتيات في مصر والعالم، حيث أقر المجلس القومي للسكان، أنه بالرغم من تراجع نسبة ختان الإناث، وانخفاض نسبته من 74% في الفئة العمرية من 15 - 17 سنة في عام 2008، وصولا إلى 61% في عام 2014.

اما عن تقرير منظمة اليونيسف، على موقعها الرسمى، فهناك أكثر من 70 مليون فتاة وامرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا تعرضن للختان في 28 بلدًا أفريقيًا، وهناك 3 مليون فتاة يواجهن خطر الختان كل عام في القارة الأفريقية وحدها، بالإضافة إلى أن هناك حالات ختان للإناث أيضًا في أوروبا واستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية بين السكان المهاجرين من أفريقيا.

3- الاعتداء الجنسي:
وأكدت منظمة الصحة العالمية، فى تقرير لها عام 2002، أن 150 مليون فتاة تحت سن 18 سنة قد تعرضوا للإعتداء الجنسي، حيث أن هناك ملايين من الفتيات والأطفال يتم استغلالهم في بهذا الشكل كل عام.

ولا توجد أرقام حقيقية عن معدلات العنف الجنسي ضد الفتيات في مصر، وذلك لأن معظم الأطفال والأسر لا يبلغون عن هذه الحالات بسبب وصمة العار والخوف وعدم وجود الوعى الكافى للإبلاغ عن مثل هذه الحالات.

و كشفت دراسات أعدها المركز القومى للبحوث الجنائية والمراكز الحقوقية، أن عام 2016 شهد أكبر عدد من حوادث الاعتداء الجنسي على الأطفال، حيث بلغت الاعتداءات الجنسية على الأطفال خارج أو داخل المدرسة والأسرة 145 حالة، والتحرش الجنسى 49 حالة والاعتداءات البدنية تعدت 21 حالة، وبلغت حالات العنف التي أدت إلى موت وقتل الأطفال 146 حالة.

وكشفت إحصائيات عالمية حديثة، ان حوادث الاغتصاب ارتفعت خلال الـ 5 سنوات الأخيرة، وأن 85% من حالات اغتصاب الأطفال يكون المغتصب معروفًا للطفلة، وقد يتطور الأمر إلى قتل الضحية.

4- سلب حريتها في التعليم:
كانت سابقا يسلب حق المرأة في التعليم، حيث كان يقتصر على الأولاد فقط، وهذا الفكر لم يكن في مصر والدول الشرقية فقط، إلا ان الأمر كان منتشر على مستوى العالم، وبلغت الامية بين الإناث 25%، وذلك وفقا للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وفقا لتعداد عام 2017.

وتغير الأمر حاليا بنسبة كبيرة، حيث أقرت منظمة اليونسيف ان الفتيات، تفوقن على الرجال في بعض دول الغرب في كثير من مراحل التعليم، فمثلًا في الولايات المتحدة، حصلت النساء على 62% من درجات الزمالة، و 58% من درجات البكالوريوس، و 60% من درجات الماجستير، و50% من شهادات الدكتوراة، بالإضافة إلى أنه ثم تحسين طرق تعليم الفتيات ذوات الإعاقة في عام 2011.

5- حرمانها من الميراث:
تتعرض الفتيات القاصرات إلى حرمانها من الميراث، وذلك تى بعدما تتم بلوغ السن القانوني لاستلامه في محافظات الصعيد، والقرى، حيث أكدت العديد من المؤسسات المهتمين في قضايا المرأة ان نسبة حرمان المرأة من ميراثها فى المنيا وبنى سويف، وسوهاج وأسيوط الأعلى، والتي يمكن ان تتعدى نسبتها اكثر من النصف.