خبير اقتصادي : إنتاج العملة البلاستيكية يساهم في الحد من الاقتصاد الموازي مميز
كتبت : مها الجزار
البنك المركزي الجديد الجاري تنفيذه بالعاصمة الإدارية يستعد للانتهاء من تدشين أكبر دار نقد ، حيث سوف يتم تجهيزها بأحدث ماكينات إنتاج العملات في العالم ، و التي ستعمل على 4 خطوط لبدء إصدار عملات مصرية بلاستيكية لأول مرة من مادة البوليمر .
حيث تعد مصر الدولة رقم 21 فى العالم التي تتجه الي طباعه العملة علي البلاستيك بدلاً من الورق ، و قد سبقها عدد من الدول هي إنجلترا و اليابان و استراليا والكويت ، و تتجه معظم دول العالم الآن إلى إنتاج العملات البلاستيك نظراً لإنخفاض أثرها على البيئة مقارنة بأوراق البنكنوت .
و سوف يبدأ المركزي في تطبيق طباعة العملة البلاستيك علي فئة الـ 10 جنيهات ، ليتم تعميمها علي جميع الفئات من النقود فيما بعد ذلك .
و قد قال الخبير الاقتصادي " ياسر عجيبه " :
" إن اتجاه مصر لطرح نقود بلاستيكية يعد خطوة هامة و إيجابية في الفترة القادمة و هذا لمواكبة التطورات العالمية خاصة و أن هناك دول كثيرة قامت بإصدار النقود البلاستيكية لما تتمتع به من مميزات متعددة ، فهي غير ملوثة للبيئة و تكلفة طبعتها قليلة و مقاومة للمياة ، بالإضافه إلى أنها تتمتع بعمر افتراضي أكبر من النقود الورقية و أكثر أماناً ، و هذا لصعوبة تزويرها ".
و قد سبق و أن أوضح محافظ البنك المركزي كل ذلك و أعلن عن بدء تداول هذة العملات في عام 2020.
و أوضح الخبير الاقتصادي ، أن الأنظار بدأت تتجه لاستخدام مادة " البوليمر " لصناعة النقد ، و هذا بعد قيام أستراليا بإصدار أوراق النقد المصنوعة من البوليمر لأول مرة عام 1988، و التي لاقت استحساناً كبيراً من المتعاملين بها ، و هو الأمر الذي حفز الكثير من البلدان إلى التحول إلى العملة البلاستيكية التي من المتوقع أن تشكل مستقبل صناعة النقود بالنظر إلى المزايا المتعددة التي تتمتع بها ، و في مقدمتها المميزات البيئية و صعوبة تزويرها .
و أشار عجيبه إلى تفوق نقود البوليمر على النقود الورق في جميع الفئات و المراحل ، فعلى سبيل المثال : توصلت بعض الدراسات إلى أن ورقة النقد المصنوعة من البوليمر سوف تؤدي إلى انخفاض احتمالات الاحتباس الحرارى العالمي بنسبة 32% و انخفاض الاحتياجات الأساسية من الطاقة بنسبة 30% مقارنة بالنقود الورقية .
كما أوضح عجيبه أن فكرة العملات البلاستيكية قد طُرحت على البنك المركزي المصري في عام 2013 و تم رفضها وقتها ، و لكن الآن البنك المركزي يفكر جدياً و بداية من العام 2020 فى إصدار أول عملة بلاستيكية مصرية لفئة العشرة جنيهات ، و ذلك لعدة أسباب أولها هو القضاء تدريجياً على الاقتصاد الموازي و محاربة تزييف العملة و السيطرة على السوق النقدي خاصة بعد ارتفاع الإصدار النقدي في مصر منذ تعويم الجنيه المصري ، و ذلك نتيجة التضخم المرتفع في خلال الأعوام القليلة السابقة ، و بالرغم من أن التكلفة مرتفعة لإصدار هذه العملات و تغير أنظمة الصرف الألي و لكن عمرها الافتراضي أكبر بكثير من العمر الافتراضي للعملات الورقية .
و أكد ياسر عجيبة أن مصر تأخرت في طرح ذلك النوع من العملات فهناك دول كثيرة تستخدم النقود البلاستيكية من سنوات عديدة و تسعى مصر لمواكبة التطورات العالمية و يحاول البنك المركزي الوصول إلى الاستفادة الكاملة من مميزات النقود البلاستيكية التي وصلت إليها الدول الأوروبية .
حيث أشار إلى أن العملات الورقية سوف تختفي بشكل تدريجي بعد إصدار العملات البلاستيكية ، و سوف يكون تأثيرها إيجابي على الاقتصاد المصري ، و يتمثل هذا التأثير في انخفاض تكلفة طباعة العملات على البنك المركزي بالإضافة إلى عمرها الافتراضي الأعلى من العملات الورقية .