رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

حدود الغباء وطبول الحرب!

قسم : مقالات
الإثنين, 23 ديسمبر 2019 14:51

الفرق بين الغباء والعبقرية هو أن العبقرية لها حدود. هكذا لخّص ألبرت أينشتين الفوارق بين الصفتين لندرك أن الغباء لا حد ولا سقف له. تتذكر تلك العبارة وأنت تتابع تصرفات وتصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى يواصل سعيه لتشييد أوهام خلافته على أرض عربية يظن أنها عائدة له! وهو لا يدرك أنه لعبة فى يد من يحركه وأن مصيره حين الانتهاء من أداء الدور المخوّل له القيام به هو الاختفاء، أياً كان شكل النهاية.

صدّق أردوغان أنه قادر على احتلال الشمال السورى دون دعم أمريكى إسرائيلى، صدّق أردوغان أنه زعيم سنى قادر على تقديم نموذج متصالح مع الغرب ومصالحه، صدّق أردوغان أن من يدعمونه سعداء بطموحه اللامحدود، بينما الحقيقة أنه أداة لا أكثر لتفتيت المنطقة وتبرير وجود القوى العالمية بها.

صدّق وتمادى فى هذيانه وسعى لتهديد أمن المتوسط وحقوق بلاده الاقتصادية بضوء أخضر من واشنطن، التى تجيد لعبة العرائس وتحريك الخيوط، فهى تعلن غضبها من أردوغان لاحتلاله الشمال السورى وكسر ثقة الأكراد فى الأمريكان، ولكنها تسحب من سوريا غالبية قواتها وتترك الأرض مفتوحة له. تعلن تطبيق العقوبات على بعض رجال أردوغان، ثم تستقبله فى بيتها الأبيض رغم سبق وصفه بالأحمق! يزعج أمريكا الوجود الروسى الفرنسى فى ليبيا، فتفتح لأردوغان الباب وتمنحه ضوءها لإعلان اتفاقية مشبوهة يعلم الجميع أنها لن تمر مرور الكرام، ثم تعلن عبر مجلس شيوخها اتهام تركيا بإبادة الأرمن. ترى بيانات اليونان وقبرص ومصر المنددة بسياسة أردوغان فى البحر المتوسط، فتتظاهر بالصمت بينما أجهزتها تدعمه.

 

فتمادى الغباء ليصدّق أردوغان أن له فى ليبيا حقوقاً سياسية واقتصادية! تمادى الغباء فصادق مجلس نوابه ذو الأغلبية المنتمية لحزب العدالة والتنمية على اتفاقية تركيا للأمن والحدود مع فايز السراج رئيس الحكومة المؤقتة فى طرابلس؟! تمادى الغباء وأعلنت الرئاسة التركية، على لسان رئيس دائرة الاتصال بها، هجوماً على مصر والإمارات وروسيا بدعوى دعمها للجيش الليبى بقيادة حفتر! تمادى الغباء وهددت تصريحات الرئاسة بعدم السماح بانتهاك الحقوق السيادية لتركيا فى شرق المتوسط!!!

يدق الغباء طبول الحرب فى المنطقة، ويفتح بوابات الفوضى لمزيد من التفتيت بدواعش اغتنوا وتدربوا وتسلحوا فى بلاد الخيانة. يدق الغباء طبول الحرب دون فهم وقراءة لواقع بلادى وجيشها والمخلصين من أهلها المقسمين على حمايتها ولو ببذل الروح. يدق الغباء طبول الحرب دون أن يدرك الفارق بين جيش سار عارياً مهاناً فى شوارع تركيا، وجيش نشعر فى دبة بيادته بالفخر فندعو له بظهر الغيب، فلنا فيهم أخ وأب وابن.

فشل أردوغان فى الحشد لقمة عشرينية سموها بالإسلامية فى ماليزيا منذ أيام. فشل فلم يحضر سواه وحاكم قطر ورئيس إيران ورئيس وزراء ماليزيا وبعض من وزراء خارجية الدول التى خشى رؤساؤها الحضور. فشل أردوغان ومن معه من وجوه الصهاينة فى إقناع العالم بأنهم زعماء ذوو صبغة إسلامية، وكان لا بد لهم أن يفشلوا، فعن أى إسلام يتحدث ويدافع بينما يده ملطخة بدماء أكراد سوريا فى عفرين ونزوح أكثر من 250 ألفاً منهم؟ عن أى إسلام يدافع ووثائق د«اعش» لم تُنشر بعد ومعروف من كان يمولها ويشترى منها البترول ويزودها بالمقاتلين؟ عن أى إسلام يتحدث وهو من موّل وآوى إخواناً إرهابيين نفذوا عملياتهم على أرضى وسالت بسببهم دماء أولادى؟ فشل تجار الدين لأن الله لا يرضى بمن يتاجر باسمه أو يدّعى أن حروبه مقدسة.

Rochen Web Hosting