رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 977

شرعية التدخل المصرى

قسم : مقالات
الأحد, 19 يوليو 2020 17:15

شتان بين الأسلوب المصرى للتدخل فى ليبيا والتدخل التركى.. مصر تستند إلى «قرار شعبى» من البرلمان الليبى، والبرلمان فى أى نظام هو الذى يملك تفويض هذا أو ذاك، لأنه السلطة الشعبية المنتخبة.. ثم جاء قرار القبائل الليبية ليؤكد شرعية التدخل المصرى.. ولذلك جاء قول الرئيس السيسى «ندخل ليبيا بقراركم».. ونخرج من ليبيا بأمركم.. لأن البرلمان هو صاحب السلطة الأعلى فى أى بلد.

أما القرار التركى فجاء بناء على طلب «من الحكومة» التى يرأسها السراج، وهذه الحكومة، وأى حكومة، يمكن أن يسقطها البرلمان، وهنا نقول إن «الحكومة»، السراج، فقدت شرعيتها عندما طلبت الحماية من تركيا.. وشتان- هنا- بين تواجد، أو استجابة مصرية، لطلب البرلمان الليبى للحماية وخطر احتلال تركى للأرض الليبية.

وليس البرلمان الليبى وحده الذى طلب من مصر التدخل، بل صاحبه أيضاً طلب زعماء وشيوخ وعواقل القبائل الليبية.. والطلبان الليبيان هنا هما نداء، بل طلب للنجدة من الشقيقة مصر، ومصر لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدى أمام طلب أى شقيق يستنجد بها طلبًا للحماية والإنقاذ.

وبكل تأكيد فإن إعلان مصر استضافة زعماء القبائل الليبية وقبله طلب البرلمان الليبى المنتخب- كانا رسالة من مصر للعالم كله خاصة من له علاقة بما يجرى فى ليبيا.. وفى المقدمة إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا.. وهنا نستغرب الموقف الأمريكى شديد الغرابة الذى يكاد يدعم تركيا ويساعدها فى غزوها للتراب الليبى.. فهل تسعى أمريكا لاستعادة قواعدها الجوية التى كانت تتمركز فيها فى ليبيا من أول الخمسينيات، أم تتطلع لتواجد عسكرى أمريكى جنوب البحر المتوسط؟!.

على أى حال العالم الآن يرى شرعية تدخل مصر.. ولا يرى لتركيا أى شرعية.. إلا إذا كان هناك من يدعمها فى موقفها الحالى فى ليبيا.. ولكن المؤكد أن الجيش التركى الآن هو جيش احتلال.. غزو.. حتى وإن استخدم المرتزقة، أى الميليشيات المتواجدة الآن فى غرب ليبيا.. فهل وصل الأمر إلى حد أن يتحول الجيش التركى نفسه إلى جيش يحارب بالوكالة عمن يخطط للسيطرة على المنطقة؟.. ولكن الخطورة تتمثل هنا بعضوية تركيا فى حلف الناتو!!.

■■ وإذا كانت بعض قبائل طرابلس وغرب ليبيا هى التى سبق أن طلبت من تركيا العثمانية التدخل ليكون ذلك بداية الغزو العثمانى لليبيا فى القرن الـ١٥.. فللأسف نقول إن هذا الوضع يتكرر الآن عندما طلبت حكومة السراج ومركزها طرابلس أيضا من تركيا أن تتقدم لتضع قدميها وتتحول ليبيا بذلك إلى نقطة هجوم تركى على كل الدول العربية شرق ليبيا وكل الدول العربية غرب ليبيا، وهذا هو الخطر الأكبر الذى يحرك الآن القرار المصرى بالتدخل هناك- عند الضرورة- ومصر هنا لا تدافع فقط عن ليبيا بل تدافع عن كل الدول العربية الإفريقية، وقد أعلنها الرئيس السيسى أن الجيش المصرى عندما يتدخل فى ليبيا فسوف يتدخل تحت العلم الليبى وتتقدمه القبائل الليبية نفسها؛ لأنهم بذلك يحمون بلادهم من الاحتلال التركى.

 

Rochen Web Hosting