رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

1000 حقيقة عن مصر القديمة

قسم : مقالات
الأربعاء, 23 ديسمبر 2020 14:15

من بين أفضل ما قرأت منذ فترة طويلة، كتاب أصدرته مؤسسة ناشيونال جيوجرافيك وترجمته ونشرته منذ أيام دار نهضة مصر ويحمل عنوان «1000 حقيقة عن مصر القديمة» وراجعه دكتور زاهى حواس عالم الآثار المصرى المعروف.

يقدم الكتاب إلى الأطفال بأسلوب رائع وصور كثيرة منتقاة 1000 حقيقة حول الناس والثقافة والمجتمع والدين والحياة اليومية للمصريين القدماء. لتُدهش من عظمة تلك الحضارة التى عجزنا عن تعريف أبنائنا بها، ليدركوا هويتهم وقيمة ما يمتلكونه، وما قدمه الجدود للبشرية.

تعرف أن مصر عرفت وحدة الأرض والناس فى عام 3100 ق.م، أى أننا كنا مملكة موحّدة منذ 5120 عاماً ككتلة واحدة لا نقبل التفتيت ولا الانتقاص من حدودنا.

تعلم أن الأجداد تحدثوا اللغة المصرية القديمة التى وُجدت قواعدها فى العربية والعبرية وبعض اللغات القبلية فى ما بعد. أى أن قوتنا الناعمة قديمة قدم التاريخ. تعرف أنه فى عام 2040 ق.م كانت مدينة طيبة عاصمة حديثة مبهرة لمصر القديمة، وكانت بها معالم أثرية شهيرة كمعبد الكرنك ومعبد الأقصر، هذا غير المسلات. ولذا فبناء عاصمة جديدة اليوم لمصر واحتواؤها على مبانٍ تناطح فى طولها السحاب، ليس بالأمر المستغرب، لكنه تكرار لمسيرة الأجداد. وما بين 2040 قبل الميلاد و2040 بعد الميلاد 4000 عام. فهل نطلق على العاصمة الإدارية اسم طيبة؟

تقرأ عن أول إمبراطورية عرفها التاريخ وكانت مصرية امتدت من تركيا فى الشمال إلى بلاد بُنت -الصومال حالياً- فى الجنوب. فتفهم عظمة بلادك وسيطرتها على ما حولها من مجتمعات منحتهم الحضارة ولم يمنحوها سوى الخراب. تقرأ عن إله المصريين، وكيف كان واحداً لا إله إلا هو منذ آلاف السنين توصلت إليه فطرتهم، بينما كان هناك مئات الأرباب والربات كرموز للحكمة والخير والجمال والعدالة. فتعرف سر منح الله لبلادنا التميّز بذكرها عشرات المرات فى كتبه ومع رسله، ووصفها بالأمان لمن يسعى له، وذكرها بأنها خزائن الأرض من قبل مجىء رُحّل البدو من أبناء يعقوب إليها.

يكررون على سمعك كيف أن نهر النيل يمر على 10 دول غير بلادنا كأحد أطول أنهار العالم، لتتساءل بينك وبين نفسك عن ذلك السر الذى جعل من مجراه على أرضنا حضارة، ومن مساره جمالاً تغنوا به دون كل الدول العشر الأخرى؟ لتجيبك نفسك قبل صفحات الكتاب بأنها الأرض المباركة.

تقرأ عن التحنيط وكيف آمن الجدود بأن للقلب مكانة خاصة إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله، ولذا كانوا يحنطونه مع جسد المتوفى، فلا حياة أخرى بغير القلب، حيث ستلقاه «ماعت» ربة العدالة، لتضع القلب على الميزان مقابل ريشة. فإن كان أثقل من الريشة، فهذا دلالة فساد صاحبه، وإن كان أخف منها كان دليل الصلاح.

تقرأ كيف كان الجدود يعتقدون أن الحقيقة والعدالة هما ركيزتا الإيمان. فلا علاقة صحيحة بالله من دون لسان صادق وقلب نقى وضمير يبحث عن العدل. فتسأل أين نحن من أجدادنا فى تعاملاتهم وفهمهم الورع للإيمان؟

تدرك علاقتنا بالتعليم من قديم الزمن، حيث كان وسيلة الترقّى فى السلم الاجتماعى، فكان المجتمع يمنح صاحب الكفاءة والمهارة فرصة الصعود للأعلى، وكان منهم إيموحتب أول مهندس معمارى وأول طبيب فى التاريخ ومشيد هرم زوسر المدرج، الذى صار رمزاً للطب.

تقرأ عن رمسيس الثانى الذى تبوأت مصر فى عهده مكانة اقتصادية وعسكرية عظيمة بنصر مخلد على الحيثيين انتهى بأول اتفاق سلام فى العالم، وازدهار اقتصادى منحنا رفاهية الحياة، فتفهم أسباب تشويه ذلك الجد العظيم. تندهش من براعة أجدادنا فى الطب وجراحات العظام وحشو الأسنان وخياطة الجروح وأوجاع الجسد، وكيف خلّدوا علمهم على بردية إيبرس بطول 19 متراً لنفع البشرية بعدهم.

تقرأ عن إياح حتب، وجه القمر، ونفرتيتى الجميلة التى أتت، ونفرتارى ذات المكانة فى قلب زوجها، وحتشبسوت التى منحت البلاد استقراراً، لتُدرك دور المرأة فى صناعة حضارتنا وخبل من يدّعون أنها كائن فرز ثانٍ.

تقرأ عن حقائق غابت عنا فتاهت منا هويتنا، ولم ندرك عظمة ما ورثناه لنكمل عليه.

Rochen Web Hosting