رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

إنها مشكلة معلومات!

قسم : مقالات
الإثنين, 18 يناير 2021 11:15

القطار الكهربائى أصبح قضية رأى عام.. وكل قضية تهم الرأى العام وتشغله وتصل إلى حد الرفض يكون سببها نقص المعلومات، وعدم صدور بيان حكومى يحدد العائد منه والجدوى الاقتصادية للمشروع.. حدث ذلك فى العاصمة الإدارية الجديدة.. وأظن أنه حدث قبلها فى مترو الأنفاق وكوبرى أكتوبر.. وهى كلها مشروعات قومية تساعد على تحسين جودة الحياة على المصريين، ولكنها تهبط عليهم كالقضاء والقدر، والمصريون يرفضون كل جديد ويرفضون الانتقال بعيدًا عن الشريط الضيق حول النيل، وهو موروث مصرى قديم!

 

الحل يا سادة بإتاحة المعلومات والتمهيد للناس حتى لا يواجَه أى مشروع بالهجوم.. وهى مسألة تدخل فى حرية الصحافة وحق تداول المعلومات، باعتبار أن الناس شركاء فى أى قضية تخصهم.. مجرد بيان استباقى ومعلومات تشرح أهمية المشروع، وتبين لماذا الآن؟.. ولا أحد يعترض ولا أحد يرفض.. فالذين يزورون العاصمة الإدارية الآن يشيدون بها ويشعرون بالفخر.

وتقديرى أن هؤلاء يريدون فقط معرفة قيمة الفكرة وجدواها الاقتصادية ويتحدثون عن الأولويات.. ولو كانت الدولة تتردد ما أنشأنا مترو الأنفاق ولا كوبرى أكتوبر.. ولا خططنا للعاصمة الإدارية.. فقط معلومات تشبع نهم الناس فى المشاركة والمعرفة.. فهذه حقوق المواطن فى الدولة الحديثة.. ولا يُستهان بها!

ولو كانت المعلومات متاحة، كما شرحها المهندس كامل الوزير فيما بعد، ما سأل المهندس نجيب ساويرس.. ومعناه أن المعلومات غير متاحة سواء للبسطاء أو حتى الصفوة.. وهذه هى النقطة الخلافية التى لا أملّ من الإشارة إليها فى كل مناسبة.. فالمعلومات هى الحل، وضَعْ تحتها ألف خط.. وبدلًا من تقديمها فى وقت متأخر، نقدمها فى البداية.. إنها فروق توقيت فقط.. وساعتها نرتاح ونؤيد الفكرة من بدايتها بدلًا من أن نهيل عليها التراب!

أنا شخصيًا مع العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة والقطار الكهربائى، كما كنت مع الأسمرات وغيط العنب وكل مشروع جديد يغير وجه مصر للأفضل، ويحسن معنويات المصريين.. إنها أول مرة توضع فلوس مصر على أرض مصر.. لا هاجرت ولا سُرقت، والناس لا تصدق من زحمة المشروعات، قطار كهربائى وعاصمة جديدة ومدينة للذهب.. ويسألون: من أين؟!

هذا مؤشر جيد وجديد لا يصح أن نغضب منه.. فهذا الشعب هو الذى دفع فى أسبوع واحد 64 مليار جنيه لقناة السويس، ولم يسأل عن أى شىء.. وحين يسأل الآن فقد أصبح قلبه على مصر، وأصبح شريكًا فى عملية التنمية!

 

Rochen Web Hosting