رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

إذا الشعب يوما أراد الحياة .. بين مصر وتونس

قسم : مقالات
الخميس, 12 أغسطس 2021 11:42

 

أخذنى عملى الصحفى إلى زيارة بلدان كثيرة .. وكانت تونس من أجمل ما زرت وأحببت من بلاد ... أحببت البشر الجميل الدمث المتحضر المثقف العاشق للفنون ... أحببت ما حباهم الله به من طبيعة خضراء يفعلون كل ما يستطيعون للحفاظ عليها وعشقت منتجعات شرب الشاى على شواطئ المتوسط تدور فيها أكواب الشاى مع الاستماع للغناء التونسى القديم والحديث وحافظت على ما تضمنته هذه المرتفعات الخضراء من بقايا بيوت عربية قديمة ... متعة حضارية وثقافية وجمالية تأسرك وربما زادنى قرب التشابه بين أبنائها وأبناء مدينتى بورسعيد المطلة على البحر المتوسط من الجانب الآخر وفى أزمنة تقدم وتفوق بورسعيد فى جميع مقاييس التفوق الاجتماعى كذلك لم تخب توقعاتى فى سيناريو إسقاط جماعة الإخوان الإرهابية هناك وتكرار أدق تفاصيل السيناريو الذى دفع عشرات الملايين من المصريين للخروج لإسقاطهم فى 30 / 6 ومحاولاتهم تكرار تفكيك أهم مؤسسات الدولة لتمكين أعضاء جماعتهم من السيطرة على أوطان لم ولن يكونوا أبدا على قدرها مع تكرار السيناريو الفاشى والفاشل لزراعة الفوضى وإرساء قواعد حكم ديكتاتورى مستبد وشطب وحجب كل ما يمكن الشعب من تنفيذ إرادته ... جاءتنى الثقة فى الإسقاط القادم للجماعة على يد الشعب التونسى من تكرار التناقض الذى حدث فى مصر ما بين الطبيعة الإيمانية الوسطية والحضارية والثقافية وعشق الاستنارة والحفاظ على الهوية الوطنية للشعبين وبين التكوين الاستبدادى والانعزالى للجماعة الإرهابية وانه لابد سيقود إلى تكرار سيناريو إسقاطهم وتتكرر مقاومتهم الشرسة والاستعانة بالقوى الخارجية والإمعان فى التحول إلى خدام وعملاء لجميع مخططات التآمر على الأمة لصالح الكيان الاستيطانى الصهيونى.

يقينى بالله واستجابته لغضب الشعب التونسى كما كانت استجابته وانتصاره لإرادة الشعب المصرى لم يهتز أبدا وأتابع بثقة اكتمال تحرر وانتصار تونس بإرادة أبنائها بإذن الله وبقيادة خبير وفقيه دستورى ترك الجماعة الإرهابية تكشف بنفسها عن حقيقة عداوتها وكراهيتها ويقود سفينة الغضب الشعبى بحكمه لصالح المكونات الأصيلة والحضارية والثقافية التى تريد جماعة الإخوان ان تستأصلها لتجعل تونس كما أرادوا لمصر وكما قالوا:  وطن بحجم بحيرة دماء.

> وبقدر يقينى باستجابة الخالق لإرادة الشعوب صاحبة الحضارة والثقافة والإيمانية والتاريخ الوطنى والنضالى للشعوب التى أنضجتها المصاعب والأزمات وهى الحقيقة التى يقررها الرئيس السيسى عندما يعزو كل نجاح حدث فى مصر إلى الشعب مصدر قوة هذا الوطن وصلابته ومصدر استقراره وأمنه ورغم كل ما مر به ومازال يمر به وبما يعنى ان كل مسئول يجب ان يكون أمينا على الاستجابة لهذه الإرادة  وأنه عندما تحدث تناقضات بين مسئول والمواطنين فيجب ان تكون كلمتهم وارادتهم هى الفيصل وبما يستدعى فحص شكواهم بكل حيادية وبما يحقق اكبر قدر من أمان وعدالة المواطنة لهذا الظهير الشعبى الحقيقى لبلادها وعلى سبيل  المثال ما يمثله شكاوى ومتاعب آلاف المعلمين التى واصلت تقديمها خلال الأسابيع الماضية وما تفيض به رسائلهم من أوجاع خاصة من أحيلوا إلى المعاش منهم فاطمة محمد على وهى أستاذه فاضلة اضطرت إن تلجأ للعلاج بأسعار إنسانية فى مركز علاجى بإحدى الكنائس بدلا من أن تجده فى إحدى مستشفيات النقابة التى يقول نقيبها غير المنتخب أنها أكبر نقابة  تقدم خدمات لأعضائها.

> مثال آخر يستوقفنى بما يمتلئ به من مواقف غاضبة ومتناقضة بين التأييد والهجوم على ما يحدث للتعليم قبل الجامعى فى مصر الآن ... ومع انتهاء امتحانات الثانوية العامة وانتظار نتائج التصحيح  الا يستحق الأمر وقفة لفحص التجربة بما أنجزت وبما لم تستطع وما لدى الأصوات المعارضة والأصوات المؤيدة من حجج ورؤى، فمن حقنا أن نعرف المستوى الذى وصل إليه أبناؤنا وسط الناجح والفاشل من التجارب عليهم وما تكبدته الدولة من مليارات وهل تكفى رؤية ورأى وزير التعليم وحده ... ألم يكن فى مصر عبر تاريخها الطويل فى التعليم خبراء من الممكن الاستفادة بما لديهم من خبرات وما حقيقة الشكوك حول دور البنك الدولى وعلاقته بعملية التطوير هذه؟! وعندما تكون إرادة شعب بخبراته وعلمائه هى التى صنعت النجاحات التى قدمت لمصر أجيالا من المبدعين ... ألا يجب ان تكون لها كلمتها ليس فى التعليم وحده ولكن فى جميع المجالات وأن يكون المقياس الأول لاختيار المسئول هو احترام هموم وأوجاع المواطن وبحث أسبابها ووضع الحلول التى يتطلع إليها وتوفير جميع أسباب ثقته واطمئنانه ورضاه ليظل المواطن المصدر الأول لقوة بلاده، كما أكد الرئيس فى كل حدث أو أزمة عبرتها مصر وبما يضع نهاية لما تمتلئ به منظومة شكاوى مكتب رئيس الوزراء من نداءات تفيض بالألم والمعاناة وتكشف عجز المواطنين عن التواصل مع بعض المسئولين..!!

> من قاد إلى سوء توزيع الدعم وذهابه إلى غير مستحقيه إدارة لم تضع أسسا وقواعد سليمة وعادلة تفرق بين من يستحقه ومن لا يستحقه وهل حقيقى يذهب الدعم إلى قادرين ان لم يجعلهم الضمير الوطنى يتركون الدعم لمستحقيه فيجب ان يكون الفيصل للقواعد ولقوانين تحمى الأكثر احتياجا وما أكثرهم وما أكثر محاولات الدولة للتخفيف عنهم ... إلى متى سيظل المواطن والوطن يتحمل أخطاء وسوء إدارة وعدم كفاءة بعض المسئولين  وليت تكاليف التغذية المدرسية تقتطع من الدخول الخيالية لمن يتربحون على حساب الظروف الصعبة التى يعانيها الملايين؟!

> 60 ألف طن قمح رومانى ... هل صحيح تعاقدت الوزارة على استيرادها كأحدث شحنه قمح تستوردها مصر ... يا وزارة الزراعة متى تنتهى أوجاع المصريين من استيراد لقمة عيشهم؟! تلك الأوجاع التى قمت بإثباتها على صفحات الأهرام من سنوات طويلة وما لدينا من إمكانات فى ذلك الوقت للاقتراب من حدود الاعتماد على الذات ... وماذا بشأن التغييرات المنتظرة فى أوجاع المياه والمناخ؟! وأين البحث العلمى من تخفيف  المتغيرات الخطيرة التى حدثت فى الزراعة وفى إنتاج القمح؟!.

 

Rochen Web Hosting