رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

رغيف إنسانى .. وأسئلة تنتظر إجابات

قسم : مقالات
الجمعة, 27 أغسطس 2021 10:28

سيظل العقل المصرى يبتكر ويبدع ويتحدى كل ما يواجه من عقبات، وما أتابعه من نماذج لهذه الابتكارات والإبداعات يفرض التساؤل عن مصيرها وكيف نستفيد منها فى تقديم حلول لكثير من مشكلات حياتنا، وبين هذه الابتكارات ما يلفت فى تفوقه وتفرده، ولا أعرف هل نكتفى بالتقدير والإعجاب ثم تهمل وتنسى؟! ووسط نماذج من محاولات مخلصة من كبار وشباب وفى مختلف مجالات الحياة وفى الجامعات  ... ووسط أحاديث متناقضة عن الدعم وما ظهر للأسف من سوء إدارته وعدم وصوله إلى مستحقيه الحقيقيين، وما يفرض دراسة مجتمعية من علماء وخبراء ومواطنين من مختلف الفئات خاصة الانفاق على رغيف الخبز، وما يقال ان الدولة تتحمل 55 قرشا مقابل كل رغيف يدفع فيه المواطن خمسة قروش، وما قيل أيضا إنه فى دراسة ظهر أن نصيب المواطن من الدعم يوميا لا يتجاوز ثمن سندوتش فول! اضطراب المعلومات وحق المواطن فى الحماية الاجتماعية خاصة فى مواجهة تناقضات مؤسفة فى الدخول وفى مستويات الحياة، واذا كان البعض يقول إن هناك من يأخذون ما لا يستحقون من الدعم فهذه ليست مشكلة المواطن ولكن سوء إدارة الدعم، وهناك من لا يستطيعون دفع القروش الخمسة فى رغيف العيش الذى منذ فجر تاريخ المصريين وهو اللقمة الأساسية فى غذائهم والى جواره يأكل المصرى البصل والجبنة القريش والجرجير أو الفجل فتصبح وجبة كاملة يستكملها بالحمد والشكر.

 

وسط الوقائع المضطربة لصرف الدعم ولحقوق المواطن الدستورية فى الغذاء الصحى والكافى والآمن والزيادة السكانية المطردة ودون أى قدرة لإدارتها واستثمارها وغياب الوعى بتنظيم الإنجاب رغم الأجهزة والمؤسسات والمبادرات التى ترفع شعارات رنانة كثيرة دون أى تأثير او نتائج حقيقية خاصة فى المجتمعات الأكثر إنجابا والأقل إدراكا لحقوق رعاية الطفل وتوفر حياة كريمه له ... وسط هذا الاضطراب وما يتعرض له رغيف الخبز فى الشهور الأخيرة من سوء إنتاجه ونقص وزن الرغيف تدعى مخابز أنه تنفيذا لتعليمات .. وسط الحقائق الغائبة أسعدتنى محاولة مصرية مخلصة لتحدى كل هذه المعوقات وإنتاج رغيف من خليط متوازن من إنتاجنا من القمح والشعير وغيرهما من المحاصيل التى يمكن أن تضاعف زيادتها من القيمة الغذائية للخبز. منتج وطنى سعت خلال السنوات الأخيرة المحامية سمية أحمد خضر لإنتاجه مستثمرة دراسات طويلة فى محاصيلنا الوطنية مدركه لما يعنيه الاكتفاء الذاتى من إنتاج الخبز ـ دراسات سبقت كل ما كشفت عنه الأحداث الأخيرة عن الدعم ومهددات لقمة عيش ملايين البسطاء ـ وحرصت صاحبة مشروع الرغيف الوطنى الآمن على أن توفر للرغيف قيمة غذائية لجميع الأعمار تحقق له إلى جانب السعر الاقتصادى ما يجب ان يتوفر له من عناصر غذائية، وتثبت أننا مازلنا نستطيع أن نكتفى ذاتيا فى إنتاج الخبز يغنى أو يقلل قوائم التى تضعنا فى مقدمة مستوردى القمح ومحاصيلنا الغذائية الرئيسية والتى لا يمكن ان يعوض عنها التباهى بزيادة إنتاج وتصدير الموالح.

 

من إنتاجنا من القمح والشعير توصلت الأستاذة سميه خضر إلى رغيف صحى اقتصادى سعدت بمذاقه وبحجمه المشبع وقبلهما بأمل عشت عليه سنوات طويلة وكتبته فى سلسلة من المقالات  فى «الأهرام» لإثبات أننا نستطيع ان نكتفى ذاتيا من قمحنا ومحاصيلنا الأساسية، أو على الأقل نقترب من حدود الاكتفاء واستندت ووثقت الدعوة يومها بأساتذة كبار وعلماء وخبراء فى الزراعة سواء فى مركز البحوث أو الجامعات، وللأسف تكشف لى ما يفوق قدرة العقل على التصديق من حروب سياسية على زراعاتنا للقمح والاكتفاء من عيشنا ومحاصيلنا واغتصبت أراض ودمرت زراعات ومحاصيل تثبت هذه القدرة وتوفر الإمكانات، ولا أنسى عبارة شهيرة لوزير الخارجية الامريكى الأسبق كيسنجر تعليقا ونقدا على ما تحاوله مصر للاكتفاء من القمح حيث قال: إن القمح قضية سياسية وليس قضية زراعية. وللأسف تغيرت الأحوال المرتبطة بالزراعة، تراجعت خصائص الأرض ولكن لم تتوقف الجهود الوطنية المخلصة واجتهادات وابتكارات العقول المصرية للانتصار على كل ما حدث من تراجعات، وكان من أهم النماذج التى استوقفتنى انتاج هذا الرغيف الاقتصادى الانسانى الذى يعتمد اعتمادا كاملا على محاصيلنا وانتاجنا من القمح والشعير ومختلف المحاصيل الأساسية، والذى أسعدنى أن صاحبته تستكمله بإنتاج فطائر لا تقل فى قيمتها الغذائية لتغذية الأطفال ومعالجة ما أصابهم من أمراض تقزم وسوء تغذية. أهدى المشروع الوطنى لهذا الرغيف الاقتصادى الصحى الانسانى المعجون بالرحمة والمحبة والوطنية إلى جميع الجهات المسئولة عن تحويله من مشروع وإنتاج فردى محدود إلى جزء من حماية الدعم ووصوله إلى جميع مستحقيه وإنقاذ جماعى ينتظره المصريون فى جميع أمور حياتهم من إبداعات وعطاءات العقل والعلم المصرى وان يجد من يحترمون ويسعون إلى تطبيقه كجزء من إحياء جذوره الحضارية والاستنارة المصرية.

 

هل أعيد النداء على مسئولينا .. هل اذكرهم بدعوة الرئيس بالاهتمام برأى المواطن وحقه فى توفير الأمان والاطمئنان وحل مشكلاته وهل من ردود وإجابات على ما ننشره من هموم وآلام المواطنين وهل ما تمتلئ به الصحف من مشكلات واستغاثات لا يمثل مرآة عاكسه لجزء مهم من هذا الواقع، وهل مع وجود منظومات الرد على شكاوى المواطنين لا توجد منظومات الرد على القراء .. وماذا جرى فيما طرحته هذه السطور طوال شهور وفى مقدمتها شكاوى الأجيال المحترمة من المعلمين والمعلمات مع معاشاتهم المتواضعة من معاشات نقابتهم ومن مشكلات ومشروعات إسكان تعاونى وشباب عاجزة عن العثور على حلول لها ما بين الشهر العقارى والتعاونيات والمحليات ولم تحل منذ عشرات السنوات!!

 

أحيى كل من يهتم بإحياء العقل والعلم وثمارهما فهى فى مقدمة أسلحة مواجهة  التطرف والفكر المتخلف التى للأسف تحاول أن ترتبط بالدين وتزيد من التشوهات التى ترتكبها أحدث حلقات صناعة الإرهاب فى العالم التى قام بها الرئيس الأمريكى بتسليم أفغانستان الى طالبان وستتأكد كل يوم النتائج الكارثية التى ستحدث فى كل مكان تكون فيه الإدارة الأمريكية صاحبة قرار فليس قبل ولا بعد ما يحقق أطماعهم ومصالحهم التى لا حدود لها.

Rochen Web Hosting