رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

الاعتراف بـ«بوكوحرام» و«داعش»

قسم : مقالات
الثلاثاء, 14 سبتمبر 2021 13:04

فى ظل حالة التغييب التى يمارسها العالم الغربى على ما يحدث فى أفغانستان، وادعاء المفاجأة فى سيطرة حركة طالبان على ذلك البلد المنكوب منذ عقد السبعينات فى القرن الماضى، وترك ساحته ليديرها أصحاب المصالح من دول إقليمية ودولية لترتيب أوراق ما بعد السيطرة، أتوقف أمام ما أعلنه الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية عن إمكانية الاعتراف بطالبان، ولكن بشروط!

 

الشروط التى يطالب بها الغرب تتلخص فى ملفات حقوق الإنسان وتشكيل حكومة توافقية والسماح بإجلاء الرعايا الأجانب والتعهد بوقف تصدير الإرهاب. على الفور كان إعلان طالبان استعدادها لتنفيذ تلك المطالب لإقامة علاقات طيبة مع جميع دول العالم ومواجهة التطرف والإرهاب واحترام حقوق جميع المقيمين على الأرض الأفغانية لإحداث النهضة المطلوبة! فى الوقت ذاته الذى قضت فيه الحركة على المعارضة التى اتخذت من إقليم بنجشير مقراً لها، مستغلة التفوق العسكرى الذى وفّرته لها القواعد العسكرية الأمريكية التى تُركت لطالبان كاملة العتاد.

 

لا أعرف عن أى شروط يتحدث الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة للاعتراف بميليشيات مسلحة حاربوهم وحاولوا إقناع العالم بأنهم نجحوا فى القضاء عليهم وتدمير شوكتهم منذ بدايات الألفية الثالثة؟ لا أعلم عن أى شروط يتحدثون وهم يعلمون القواعد الفكرية والأسس العقائدية التى تقوم عليها الحركة، وهم من دعموهم منذ البدايات بالسلاح والعمل المخابراتى والتدريب والمأوى حين احتاجوا إلى مقر لهم، فكان الدوحة فى يوليو 2013؟ لا أعلم عن أى شروط يتحدث الغرب للاعتراف بطالبان، بينما تم تعيين 4 وزراء ضمن حكومة طالبان المشكلة مؤخراً هم من بين المطلوبين على لائحة واشنطن؟! ولم تعترض واشنطن على ذلك، ولكنها اعترضت -كما جاء على لسان متحدث خارجيتها- بأن تشكيل الوزارة الطالبانية لم يضم أى امرأة!! وأنها ستحكم على طالبان بأفعالها!!

 

وهكذا ما زال العالم قادراً على التمثيل على مسرح الحياة التى ملت أفعالنا وسئمت خداعنا الذى لم يأتِ إلا بالخراب للكرة الأرضية. طالبان تتعهد والغرب يشترط وتركيا وقطر وإيران يظهرون نوعاً من الصبر الممزوج بعلاقات قوية مع طالبان انتهت بتأمين مطار كابول وتوفير الدعم الخفى لتلك الحركة.

 

ولذا يبقى السؤال للعالم نفسه الذى يسير فى طريق الإبادة الجماعية للبشرية بدعم التطرّف والفوضى فى منطقتنا، ماذا بعد الاعتراف بطالبان؟ هل ستعترفون ببوكوحرام إن استولت على السلطة فى نيجيريا؟ وتعترفون بـ«داعش» إن هزمت الدولة الوطنية فى العراق وسوريا ولبنان والأردن؟ وتعترفون بـ«أنصار بيت المقدس» إن غلبت الجيش المصرى؟ وتعترفون بحماس إن هزمت فتح؟ لا أتحدث هنا عن سلفيين ووهابيين يتم إعدادهم منذ سنوات، أو الإخوان المحميين بعلاقات النشأة والدعم والملجأ والتمويل، فهؤلاء جاهزون لتنفيذ المخطط منذ القدم، رغم تراجعهم بعد فشلهم السياسى فى السنوات السابقة، هم ما زالوا فى الكواليس يستعدون لعودة. حديثى عمن أعلنتم محاربتهم وتجييش قواتكم للقضاء عليهم منذ سنوات. حديثى عمن حمل السلاح باسم الدين زوراً فوفرتم له البيئة الخصبة للنمو والتمدد وإشاعة الفوضى!

 

ألا تخجلون؟

Rochen Web Hosting