لم أعلم برحيل الزميلة نجوى العشرى إلا أمس حين قرأت عنها مقالا جميلا كتبه الصديق أسامة سرايا..ويبدو إنني في زحمة الأحداث لم اعرف أن نجوي العشري كانت مريضة منذ فترة طويلة..وقد عملت نجوي معي سنوات طويلة في الأقسام الثقافية حين كنت مشرفا عليها في الأهرام..وكانت نجوي تملك إحساسا فنيا عاليا ظهر في لوحاتها التي جمعت البساطة مع العمق والرشاقة..وكانت تجيد قراءة الأعمال الفنية بأسلوب فيه الكثير من العمق والإحساس..وقد مارست الرسم بقدرات مميزة كما كانت ناقدة اتسمت كتاباتها بالدقة وعمق الإحساس وكانت إنسانه راقية بسيطة تحب الفن وتلقي احتراما شديدا بين رموز الفن التشكيلي.

.وقد أقامت وأشرفت علي معارض كثيرة في مصر والخارج واتسمت أعمالها بالبساطة والتنوع..وعلي المستوي الإنساني عملت معي وكانت نموذجا في الالتزام والجدية واحترام وتقدير المسئولية..كانت عاشقة للفن والجمال وظهر ذلك واضحا في أعمالها الفنية في اختيار الألوان والموضوعات والأشخاص وقد عاشت حياتها بلا صخب أو ضجيج وأخلصت للفن ورموزه..وكانت حريصة دائما علي أن تكون صوتا نقديا جادا ومؤثرا فى الفن التشكيلي بكل مدارسه واتجاهاته..رحلت نجوى العشرى فى هدوء وصمت واختارت نهايتها بلا ضجيج وهكذا عاشت وبقي منها أعمال جميلة اتسمت بالصدق والإحساس.. كانت نجوى العشرى نموذجا جمعت الفن مع الصحافة والرسم مع الكتابة وقد أجادت في ذلك كله واستطاعت أن تجمع حولها كوكبة من فناني مصر الكبار وأن تقدم النماذج الرفيعة منهم..وقد كانت دائما تحظي بتقدير الوسط الثقافي والفني..وقدمت للأهرام خدمات كثيرة في إقامة المعارض واستضافة كبار الفنانين..

 آخر أعمال نجوى العشرى كان كتابا عنوانه رحله قصيرة في حدائق الذكريات كتبت لها مقدمته قلت فيها «في هذه اللقاءات تطوف بنا الفنانة المبدعة نجوي العشري في حدائق الذكريات مع عدد من نجوم مصر الكبار في الفن والأدب والصحافة..إنها رحلة ثرية عاشتها مع أقلام أضاءت عقولنا ورسوم حركت وجداننا وأسماء أخذت في حياتنا مكانة خاصة بالإبداع الجميل والذكريات الباقية..في هذه اللوحات التي تبدو سريعة خطوط من الزمن وظلال من الماضي الجميل وعقول أنارت وقلوب أسعدت الملايين..لقد قضت نجوي العشري سنوات عمرها في بلاط صاحبة الجلالة وهي فنانة اتسمت بالصدق وقدمت نماذج جميلة من الإبداع.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.