رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

ومازال هناك المزيد .. ويوم المعلم!

قسم : مقالات
الثلاثاء, 12 أكتوبر 2021 19:52

 

 

تمتلئ انتصارات الشعوب بالدروس المهمة ... ونصر أكتوبر واحد من أهمها .. وكما كتبت الأسبوع الماضى أننى كلما قرأت المزيد من وقائعها وذكريات أبطالها تكشف لى الجديد من بطولات خارقة تتجاوز القدرات البشرية، وتكشف لى أيضا الجديد من مقومات وعوامل صناعة هذا النصر وبينها ما يجب أن يكون مرشدا وهاديا لعبور ما نواجه من تحديات وأزمات، وابتداء فقد استوقفنى الحساب الدقيق للمتوافر من إمكانات وقدرات واستكمال ما يجب استكماله وتأجيل ما يمكن تأجيله وإعداد المستشفيات وجميع لوازم المصابين وأكياس الدم التى تنافس المصريون فى التبرع بها والتى قادها وزير صحة الحرب أستاذ الأورام والمفكر الكبير  .د. محمود محفوظ، بينما كانت المرأة فى مصر بطلة فى احترام التضحيات المطلوبة لاقتصاد الحرب وفى منح المقاتل أمنه النفسى واطمئنانه ان وراءه بيتا وأسرة أمينة عليه وعلى أبنائه، وتوعية المصريين بالتضحيات التى يجب ان يتحملوها وجميع مؤسسات الدولة والكبار قبل الصغار وبما يجعل كل مصرى شريكا فى معركة كان ينتظرها لتحرير جزء عزيز من أرضه من دنس الأقدام الصهيونية ... سيظل دائما احترام وتطبيق استحقاقات المواطنة فى السلم وفى الحرب من أهم عوامل حفز وإطلاق الروح الجماعية والمشاعر الوطنية أيضا، فإن من يقرأ أصغر تفاصيل الإعداد لحرب أكتوبر يدهش للاهتمام بأدق التفاصيل التى يمكن أن تؤثر فى دقة وسلامة العبور .

أعتز بالقسم الخاص بحرب أكتوبر فى مكتبتى فمازلت لا أجيد إلا قراءة الكلمات المطبوعة على الورق وتروعنى فكرة استبدالها بالتقنيات الحديثة، وبين ما أحتفظ به عن نصر أكتوبر كتيب صغير طبع على الأوراق التى تطبع عليها الصحف وصدر عن سلسلة مطبوعات دار الشعب وبين يدى الطبعة الثانية التى صدرت فى يناير 1975، والمؤلف كما مدون على الغلاف اللواء محمد عبدالحليم ابوغزالة قائد المدفعية التى صنعت مقدمات النصر العظيم وشاركت فى زلزلة الأرض تحت أقدام العدو الصهيونى ودكت أوهامه وغروره وحصونه المنيعة، ويعود الكتاب فى صفحاته الأولى أكثر من ألفى عام ليروى تاريخ نشأة المدافع وتطورها، ثم يتناول الموقف العربى بعد النكسة والاهتمام بالبناء العسكرى إلى جانب البناء الاقتصادى ووضع خطة لحرب التحرير تضم البناء  والصمود والردع .. ثم  الوقائع المذهلة للعبور ولدك خط بارليف واختراق نقاط حصونه الهجومية والدفاعية والتى تكونت من 22 موقعا حصينا ـ كل واحد منها مجهز بجميع آلات وعدد الحرب وتختبئ تحت الأرض، وتدل على عدو يمتلئ بالرعب من المصريين، رغم كل ما بين يديه من أسلحة متفوقة على ما بين أيدى المصريين ولكن الحرب أثبتت ان المعجزة كانت فى المقاتل المصرى وعشقه لأرضه وكرامته وإعداده إعدادا جيدا وإمداده بالعلم والمعرفة وبناء جسور قوية من العلاقات الإنسانية والاحترام بين القادة والمقاتلين، حيث يتجلى سر من أهم أسرار المصريين فى عشقهم لكرامتهم وكرامة بلدهم .

وكما كتبت من قبل من خلال زيارتى لمواقع للعدو فى الضفة الشرقية للقناة بعد ان استولت عليها قواتنا وتركت بعضها كما كانت شاهدا حيا على إعجاز المقاتل المصرى وعندما زرت موقعى عيون موسى وتبة الشجرة بالإسماعيلية وجدت العدو اختبأ وراء تحصينات تفوق قلاع العصور الوسطى وأضاف الأحدث من تقنيات ومعدات الهجوم والعدوان، ولن أنسى أبدا العبارات التى كتبها العدو الصهيونى بثلاث لغات هى العربية والعبرية والانجليزية موجهة إلى مقاتليهم (اثبت ـ أزرع أقدامك فى أرضك ولا تسمح لهم بان يخرجوك منها مرة ثانية فقد عدت اليها أخيرا)  ولن استطرد فى تفاصيل خطط قواتنا للخداع والتمويه وأنها جزء مهم من أسلحة النصر، ومن أكثر ما لفتنى فى صفحات كتاب وانطلقت المدافع عند الظهر فن اختيار ما يتعلق بتوقيتات القتال واختيار اليوم والساعة والدقيقة والثانية بدقة وحساب مدروس، وأسرار اختيار شهر أكتوبر كأنسب شهور السنة للأحوال الجوية والمائية المناسبة للعمليات البرية والبحرية والجوية وازدحام شهر أكتوبر بالأعياد الإسرائيلية والدينية، وموافقة يوم انتصار معركة بدر، لذلك كان الاسم الكودي  (العملية بدر) وأن يتوافر للقوات الجوية المصرية والسورية الوقت الكافى نهارا لتنفيذ الضربات الجوية المركزة ـ ويمتلئ إعداد مسرح العمليات للمعركة بالتفاصيل التى تدل على عبقرية الاختيار وتوفير عنصر المفاجأة، لدرجة أن يصدر تقرير مخابراتى امريكى فى 6 أكتوبر 1973 يستبعد الحرب ويؤكد ان إسرائيل لديها القدرة لتقويض أى هجوم مصرى، وان  وزير الخارجية الأمريكى كيسنجر كان يوقظ سفير بريطانيا فى القاهرة فى أوقات متأخرة ليلا طوال شهر أكتوبر ليطلب معلومات دقيقة عن نيات الرئيس السادات بينما يعترف إسرائيليون أنه قبل هزيمة 6 أكتوبر هزمهم المصريون فى حرب الاستنزاف، ويقول موشيه ديان إن ناصر كان يفاجئهم طوال حرب الاستنزاف يوميا بما لا يمكن توقعه.

بعد نصرنا العظيم التقيت بمجموعة من صغار المجندين والمقاتلين وجدتهم يمتلئون بالزهو والفخر الوطنى والوعى بقيمة الانتصار، وتأكدت مما أعرفه جيدا أن تطبيق استحقاقات المواطنة واحترام حق المواطن أن يعرف ويفهم ويشارك يحفز ويطلق مخزونه الطويل والعميق من عشق أرضه وكرامتها وكرامته والاستعداد لكل تضحية من أجل حمايتها.

> فى الخامس من أكتوبر الذى أعلنوه يوما عالميا للمعلم تمنيت ان يكون مناسبة لتقديم الحلول لما يشهده التعليم بمصر من مشكلات تناولتها فى عشرات المقالات، ولذا سأعيد النداء والرجاء لمسئولى دولة 30 /6 ردوا للمعلمين اعتبارهم وعدالة حقوقهم ليكونوا محورا لإنقاذ التعليم وإحداث ثورة حقيقية به، وإذا كان 5 أكتوبر اليوم العالمى للمعلم فقبله شهد شهر سبتمبر اليوم العالمى لكبار السن واليوم العالمى لسلامة المرضى ... اليوم العالمى للسياحة .. جدية الفكرة تتحقق من خلال آثارها ونتائجها الإيجابية التى أرجو أن تحدث للتعليم والمعلم والمدرسة.

> خلال أسبوع واحد أعلن وزير المحليات عن إزالة عشرات الآلاف من المبانى المخالفة التى بنيت فوق أراض زراعية وأراض للدولة ـ أين كان السادة أعضاء المحليات عندما ارتكبت هذه الآلاف من الاعتداءات ألا يجب أن يحاسب مع من ارتكبوها من غضوا الطرف عن نهب وتدمير أملاك الدولة وتخريب آلاف الفدادين الزراعية .. لن نستطيع أن نقضى على الفساد إلا اذا عرف الفاسدون والمفسدون ان هناك عقوبات رادعه ستطبق عليهم بالسرعة والحزم الذى قرر بها الرئيس السيسى إنهاء الجرائم التى ارتكبت فى عشرات السنوات فى ستة أشهر.

 

Rochen Web Hosting