غاب صوت من أقوى واصفى الأصوات فى ساحة الغناء العربى أكثر من ستين عاما.. رحل صباح فخرى آخر الأشجار الأصيلة فى حديقة الغناء صوتا وأداء وقدرة وأصالة.. كان من فرسان القصيدة الكبار وكان عاشقا للشعر العربى وغنى منه الكثير وهو من قبيلة المطربين الكبار فى سلسلة الغناء.. وقد استطاع أن يجمع الملايين من محبيه وعشاق صوته، وكان يتمتع بقدرات خاصة فى مساحات الصوت والأداء المتفرد وهو نسخة وحيدة مثل الكبار لا يقبل التقليد أو التشابه.. وقد ملأ الساحة غناء جميلا منذ انطلق فى سماء الأغنية العربية طوال ستين عاما .. وكان عاشقا من عشاق اللغة العربية وأطرب الناس كثيرا بما غنى من القصائد والموشحات.. وقد كان المطرب العربى الذى سجلته موسوعة جينيس حين غنى عشر ساعات متواصلة وقد غنى الكثير من درر الشعر العربى «قل للمليحة لما اناحوا» كما انه كان عاشقا للموشحات وهو من الأصوات التى كان يصعب تقليدها.. كان محبا للموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، كما تأثر كثيرا بموسيقى رياض السنباطى .. وكان عبد الوهاب يطرب كثيرا لصوته كنت واحدا من عشاق صباح فخري.. وفى آخر حفلاته فى دار الأوبرا دعانى بنفسه لحضور الحفل ويومها تألق وكان فى كامل تفرده وغنى ورقص.. وأمام الأحداث الدامية فى سوريا غاب عن الساحة وشاهدته فى لقاء تليفزيونى وكان مريضا شاحبا واختفى الصوت الجميل خلف سحابات المرض وغاب صباح فخرى وحين كتبت أسأل عنه وأين يقيم قيل لى انه فى مصر الكنانة ومع رحيل صباح فخرى يغيب طائر متفرد غنى لنا وأسعدنا وحلق بنا عمرا فى سماء الإبداع الجميل .. كان صباح فخرى حالة خاصة صوتا وغناء وحضورا وهو من آخر الطيور النادرة التى أطربت الملايين.. إن صباح فخرى كان يمثل زمانا من الإبداع الذى حافظ على تراث هذه الأمة واستطاع دائما أن يجمع حوله عشاق الفن الأصيل ولم يتخل عن أصالته وحبه وإصراره على أن يكون صاحب دور ولون ورسالة.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.