تضمن المسار ٢٥ نقطة فى ٨ محافظات هى: شمال سيناء والشرقية والغربية وكفر الشيخ والبحيرة والقاهرة والمنيا وأسيوط، مما يؤكد أن الدولة المصرية منذ ٢٠٢٢ سنة كما هى عواصمها وحضارتها استكمالاً لرحلة موسى منذ ما يقرب من ٧٠٠ عام قبل ميلاد المسيح، أى إجمالاً ٢٧٢٢ عاماً فى معاركه مع فرعون عبر النيل، ومنذ ميلاده فى أحد قصوره على النيل وفروعه من الأقصر جنوباً وحتى تل بسطة بالشرقية شمالاً، ويبدو أن فترة الـ٧٠٠ عام غالباً هى الفترة المحددة للعديد من الأنبياء والرسالات ما عدا نوح، فقد مارس الدعوة للتوحيد ما يزيد على ألف سنة، ولهذا حدد القرآن سنوات رسالته لكى لا يظن المؤرخون بعد ذلك أنه اكتفى بما اكتفى النبيون من بعده، أى ٧٠٠ عام!

ويثبت دوام الدولة المصرية كما هى فى خريطتها اليوم رحلة سيدنا يوسف من فلسطين هو وإخوته وآل يعقوب ويعقوب النبى ذاته، فقد أرخ القرآن لمصر مراحلها الحضارية كتاباً يتلوه المسلمون إلى قيام الساعة، فنحن نصلى ونقرأ «اهبطوا مصر»، ثم نقول «الذى اشتراه من مصر»، «وهذه الأنهار تجرى من تحتى»، وفرعون لديه مهندسون بارعون يصنعون ناطحات سحاب هذا الزمن «يا هامانُ ابنِ لى صرحاً» كأنه معبد الكرنك، «لعلِّى أطلع إلى إله موسى» ظناً أن الآلهة مثل الفراعنة يسكنون قصوراً عالية، وأزمة العلو هى سبب لعنة الله على فرعون، لأن العلى هو الله وحده ومَن غيره؟!.

التطورات الخاصة بنقطة المسار، وما تم إنجازه لا سيما بالمحافظات التى تم فيها استكمال المسار بالكامل وافتتاحه، وهى محافظات «الشرقية، الغربية، كفر الشيخ» بالإضافة لما ذكره ممثلو محافظات البحيرة والمنيا وأسيوط وشمال سيناء من جاهزية نقط المسار تماماً واستعدادها للافتتاح.

أجرى وفد من الوزارة زيارة تفقدية لنقاط المسار بمحافظتى المنيا وأسيوط، إذ تضم محافظة أسيوط نقطتين من أهم نقاط المسار هما دير العذراء بدرنكة الذى يقع بالجبل الغربى، حيث يوجد بالدير كنيسة العذراء بالمغارة الأثرية، والنقطة الثانية هى دير المحرق الذى يقع فى مركز القوصية، وقد أقامت فيه العائلة المقدسة ما يزيد على ستة أشهر، وهى أطول فترة قضتها العائلة فى مكان خلال رحلتها.

مسار العائلة المقدسة كان وسيظل دلالة على مكانة مصر كحاضنة للتراث العالمى والتاريخ والثقافة، مما أسهم فى تشكيل وجدان الإنسانية، وتطوير المنطقة المحيطة بالأديرة والكنائس، دورية لجميع نقاط المسار الـ25 فى المحافظات.

وأشار رئيس صندوق التنمية الحضارية إلى أنَّه تمّ تحديد 5 مناطق ضمن المرحلة الأولى من مشروع تطوير القاهرة التاريخية، وهى: «منطقة مسجد الحاكم بأمر الله، منطقة باب زويلة، منطقة درب اللبانة، منطقة حارة الروم، منطقة مسجد الحسين».

وتطرق رئيس التنمية الحضارية للحديث عن مشروع تطوير المناطق غير المخططة، إذ تبلغ المساحة الإجمالية للمناطق غير المخططة نحو 152 ألف فدان، داخل 227 مدينة على مستوى الجمهورية، وجار تطوير 10037 فداناً من المناطق غير المخططة.

مسودة الدليل الإرشادى لأسس ومعايير الحفاظ على الطابع المعمارى ودعم الهوية البصرية، الذى تم إعداده من خلال الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، سيتم عرضه على إحدى اللجان الفنية للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، تمهيداً لعرضه على المجلس لاعتماده، لأسس ومعايير الحفاظ على الطابع المعمارى ودعم الهوية البصرية تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية، على أن مصر غنية بأنماط عمرانية متنوعة، ولكل منطقة هويتها المتميزة التى تكونت عبر السنين نتيجة عوامل كثيرة (الظروف الطبيعية والمناخية - النشاط الاقتصادى - العادات والتقاليد - الموارد الطبيعية والمنتجات)، لكن غياب رؤية جامعة لعناصر الهوية لكل منطقة أدى إلى تشوه بصرى لكثير من الأماكن، وطمس الهوية البصرية، ولذا يهدف هذا الدليل الإرشادى إلى إحياء الهوية البصرية والطابع العمرانى.