رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

هجرة الزمان والمكان.. القرضاوى نموذجًا

قسم : مقالات
الجمعة, 14 أكتوبر 2022 17:52

فى عام 1989 دعانى مثقف قطرى صديق، هو الأستاذ يوسف درويش، لإلقاء محاضرة افتتاحية لنادى (الجسرة) فى مدينة الدوحة، فقبلت الدعوة وسافرت أنا وزوجتى وأقمنا فى فندق شيراتون الذى كان يبدو وقتها تحفة فنية بمصاعده الزجاجية المكشوفة، وقد زارنى مساء يوم الوصول فى الفندق الشيخ القرضاوى الذى كان يتردد على مصر من حين إلى آخر وقد قابلنى شاكيًا من معاملة رجال الداخلية المصرية له فى المطار وتعطيله عند الدخول والخروج، وطلب منى أن أبلغ الرئيس مبارك الذى كنت سكرتيرًا سياسيًا له بالنظر فى هذا الأمر، وأهدانى عددًا من كتبه وجلس معنا لأكثر من ساعتين يتحدث عن ذكرياته ومشكلاته، وصمم على حضور محاضرتى فى اليوم التالى والتى احتشد فيها عدد كبير من المصريين والقطريين، وأتذكر أن المعلق الرياضى الشهير، محمد لطيف، قد حضر تلك المحاضرة وجلس فى الصف الأول إلى جانب الشيخ القرضاوى وأعضاء السفارة وبعض كبار المثقفين من ذلك البلد العربى الشقيق، وفى اليوم التالى أبلغت أن ولى العهد، الشيخ حمد بن خليفة، سوف يستقبلنى عند الظهر ومعى سفير مصر الراحل عصام حواس، وأتذكر أن ولى العهد الذى أصبح أميرًا للبلاد بعد ذلك بعدة سنوات قد قال لى إنه يستقبل دائمًا الضيوف المصريين ليستمع إلى آرائهم حول ما يدور فى المنطقة، وأضاف أنه قد قرر تأجيل رحلة صيد له إلى (البر) - ربما فى باكستان على ما أتذكر- وذلك حتى يتمكن من الالتقاء بوزير الداخلية المصرى زكى بدر الذى سوف يزور قطر وقتها، وعندما عدت إلى القاهرة أبلغت الرئيس برسالة الشيخ القرضاوى فقال لى: قل ذلك للوزير زكى بدر، وكان رد الوزير على: إننا مستعدون للتخفيف من القيود على دخوله وخروجه إذا خفف هو من أنشطته داعمًا للإخوان ومدافعًا عنهم فى كل مكان!

Rochen Web Hosting