رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

"عماد وطارق".. وهْم التدين

قسم : مقالات
السبت, 14 سبتمبر 2019 18:44

لا بد أن تتوقف هذا الأسبوع عند تصريحين لاثنين من قيادات جماعة الإخوان المسلمين المغردين خارج سرب الوطن الذى لا يعترفون به، مهما كانت ادعاءاتهم أو التظاهر بالتراجع لكسب التعاطف.

الأول تصريحات دكتور طارق رمضان، حفيد حسن البنا الذى تقدمه بريطانيا دوماً كواجهة للإسلام المعتدل، وتعرفه بالمتخصص فى الفكر الإسلامى! والمتهم فى فرنسا منذ فبراير 2018 من قبل سيدتين بتهمة الاغتصاب التى أنكرها بشكل قاطع فى بدايات الأزمة، والمفرج عنه بعد حبسه احتياطياً لمدة 9 أشهر، إلا أنه خرج على قناة RMC الفرنسية يوم الجمعة الماضى، مؤكداً أنه لم يرتكب جريمة الاغتصاب لأنه يحترم المرأة! بل إن ما حدث تم بتراضٍ من السيدتين المتهمتين له!! مضيفاً «أنا رجل سلام وحوار».!! وكيف أنه كذب ليحمى نفسه وعائلته ولكن هذا لا يضاهى كذب السيدتين اللتين ادعيتا أنه اغتصبهما!!

أما التصريح الثانى فخرج به قاض انتمى للإخوان وسبق له الهروب لتركيا بعد فض اعتصام رابعة العدوية فى أغسطس 2013 ثم قرر العودة وإعلان انشقاقه عن الإخوان والاعتذار لمصر ورئيسها! هذا هو المستشار عماد أبوهاشم، وكان يعمل قاضياً من الفئة أ بمحكمة المنصورة الابتدائية، الذى ظهر على شاشة التليفزيون منذ يومين فاضحاً وكاشفاً سياسات الإخوان فى الخارج مع المخابرات التركية والبريطانية، وتمويل قنوات الإخوان ومحمد ناصر ومعتز مطر وأيمن نور الذى تدفعه قطر. وكيف أن بريطانيا هى المرشد الحقيقى للإخوان، كما فضح فعلهم فى مصر منذ ثورة يناير 2011 ودورهم فى اقتحام السجون باللوادر يوم 29 يناير 2011 لتهريب الإخوان وسجناء حماس وحزب الله.

ودعونى أتوقف عند الفكر لا عند الشخصيات، فالأول رجل يقدم للعالم على أنه أستاذ متخصص فى الفكر الإسلامى ومحاضر فى جامعة إكسفورد، أعرق جامعات بريطانيا والعالم، وأحد القيادات الإسلامية المؤثرة فى أوروبا، ومحاضر فى روحانيات الفكر الإسلامى وتقارب الثقافات والديانات، ومدير مركز التشريع الإسلامى والأخلاق فى الدوحة! وعضو الفريق الاستشارى لوزارة الخارجية البريطانية لحرية الدين والمعتقد، والأستاذ فى عدد من الجامعات بماليزيا واليابان وألمانيا والمغرب، وأخيراً عضو الاتحاد العالمى للمسلمين! أى إن الرجل السابق شرح ماهيته، خرج علينا لشرح وجهة نظره بنفسه، فأعلن جريمة الكذب والزنا، مؤكداً أنه لم يرتكب جريمة قانونية ويعنى بها الاغتصاب، لأن الفعل تم بالتراضى، وأن الأزمة حدثت بسبب كذب المدعيتين عليه بتغيير مسمى الفعل!! فأى هراء هذا من شخصية تحمل كل هذه المسميات التى ذات علاقة وثيقة بالخلق والروحانيات ومن قبلها الدين؟

أما الثانى فرجل اعتلى منصة القضاء من الدرجة الأولى فخالف طبيعة عمله التى تقتضى -كما الجيش والشرطة- عدم الانتساب لأى جماعة أو عقيدة سياسية وهو فى القضاء، ثم شارك فى اعتصام غير قانونى لجماعة حملت السلاح! بل إنه كان يعلم على حد قوله أن قياداتها على علم بموعد فض رابعة والنهضة، ولكنهم فضلوا الهروب وترك الناس فى مواجهة مع الشرطة لتحقيق صورة ذهنية معينة، كما أنه خالف القواعد بهروبه عبر طرق غير مشروعة والمكوث لنحو 5 سنوات فى بلد يعلم أنه يحارب بلاده ومعه كل تلك المعلومات التى أدلى بها! فأى ضمير هذا وأى فكر هذا الذى ينتمون إليه؟ وهما نموذجان لمن يقول إنه مفكر ولمن علمنا أنه قاض؟!

لم تصدمنى الكلمات ولا المواقف التى ادعى كل منهما تبرؤه منها، ولكننى استدعيت حالة من منطق حاولت بها إيجاد إجابة لسؤال بسيط كيف يقنعون بعبثهم العقول لتتبعهم؟ وكيف يصدق أياً من كان أنهم يخدمون دين الله؟ بل الحق أنهم أخطر من أساء له.

 

Rochen Web Hosting