كان من الحظوظ الجميلة فى حياتى أن تكون سميحة أيوب نجمة مسرحياتى الثلاث، الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوي.. كان اللقاء الأول فى الوزير العاشق مع القدير عبدالله غيث وإخراج الراحل الجميل فهمى الخولى، كان عبدالله غيث قد غاب عن المسرح أكثر من عشر سنوات، وكانت فرصة أن يلتقى مع سميحة أيوب بعد سنوات غياب طالت، ونجحت الوزير العاشق وطافت فى كل العواصم العربية فى قرطاج فى تونس وجرش فى الاردن ومهرجان الجزائر ودمشق، وتألقت فيها سميحة ايوب وعبدالله غيث.. وأذكر أن يوسف إدريس شاهد المسرحية فى مهرجان دمشق وكتب فى الأهرام يومها لم أتوقع أن أجلس مع دريد لحام على أرض المسرح، فلم يكن هناك مقعد واحد خال فى المسرح فى الجزائر..تألق عبد الله غيث أمام سميحة أيوب أعظم من نطقت الشعر فى تاريخ المسرح العربى حتى إن الجمهور وقف ربع ساعة يحيى أبطال المسرحية التى تحكى قصة ابن زيدون وولادة أشهر قصص الحب فى الأندلس مأساة المسلمين الكبري.. يومها علمت أن أسرا كثيرة فى دول شمال إفريقيا مازالت تحفظ مفاتيح بيوتها فى الأندلس على أمل العودة فى يوم من الأيام.. كانت تجربة مسرحية الوزير العاشق واحدة من اجمل الصدف التى جمعت بين سميحة أيوب وعبدالله غيث، وقد تألق فيها فهمى الخولى ومنير الوسيمى وعزة بلبع ومحمد الشويحى وحسين الشربيني.. كان هذا هو اللقاء الاول بينى وبين سيدة المسرح العربى وبعد ذلك التقينا فى دماء على ستار الكعبة ويوسف شعبان فى دور الحجاج بن يوسف الثقفى أخرجها هانى مطاوع وأبدع موسيقاها سليمان جميل.. وفى الخديوى تألقت سميحة ايوب أمام القدير محمود ياسين فى دور الخديوى اسماعيل وموسيقى محمد الموجى واخراج سيد المسرح الراحل جلال الشرقاوي..مسرحيات ثلاث جمعت بينى وبين سميحة أيوب وكثيرا ما كنت أقف خارج المسرح لكى اسمع صدى أشعارى وهى تشدو بها ولم تكن تقرأ نصا ولكنها كما اعتادت كانت تغنى وكأنك تسمع ام كلثوم.. اعترف بأننى أحببت شعرى فى صوت سميحة أيوب اعرف ان سميحة تعانى وعكة صحية وكان عيد ميلادها فى هذا الشهر وهذه رسالة حب وعرفان لسيدة المسرح العربى التى كثيرا ما اسعدتنا بفنها الراقى الجميل..